السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الطفل الضاحك




استمر الطفل يضحك ويضحك ويضحك، هجم عليه الناس في حضرة الإمبراطور، وحاولوا اغلاق فمه، لكنه استمر يقوم بإشارات بيديه الصغيرتين الضعيفتين، أمام زنود الكبار القوية، وكلما خف الضغط قليلا على فمه كان يصرخ ضاحكا:اضافة اعلان


- الإمبراطور عار كما ولدته أمه...ها ها ها هو هو هي ي

لم يفهم الإمبراطور ما يجري، رأى هذه التجمع الغريب من المقربين له وهم يهجمون على طفل يضحك.

لم يعرف الإمبراطور لماذا يضحك الطفل، ولماذا يهاجمه البعض ويحاولون تكميم فمه وردعه عن الضحك وهو يشير إلى الإمبراطور.

الإمبراطور في تلك اللحظة كان سعيدا فقد تعرف على خياط عبقري، وعده بثوب ليس له مثيل، وهو ثوب كامل الشفافية، ولا يراه سوى المحبون والموالون، وكل من لا يرى الثوب يكون من أعداء الإمبراطور. هكذا قال له الخياط الذي استمر اسبوعا يخيط هذا الثوب بإبرة وهمية وقماش وهمي، بينما الإمبراطور يقف عاريا في حضرته.

اكتمل الثوب اخيرا، وها هو الإمبرطور يقف، بكامل هيبته، أمام المقربين الذين عرفوا من الخياط بأن الثوب لا يراه سوى الموالين والمحبين من رعيته.

- كم أنت رائع بهذا الثوب العظيم يا مولاي!

- هذا الثوب يبيّن مصادر قوتك وعظمتك!

- انظروا للآلوان كم هي زاهية ....

- ساحر..عبقري..فذ !

وحده الطفل الذي لم ير سوى رجلا عاريا فطفق يضحك ويضحك.

طبعا لم يجرؤ السادة الكبار على إخبار الإمبراطور عن سبب ضحك الطفل، وسحبوه من بينهم وهو يضحك ويضحك ويضحك، لم يأبه الإمبراطور للأمر كثيرا، فهو مزهو بثوبه الشفاف.

انتهت القصة، لكن الطفل استمر يضحك ويضحك، ومن صدى قهقهاته يتوالد الكتاب الساخرون في أنحاء الزمان والمكان.

وتلولحي يا......