لم يحظ العرب في المشرق بدولة قومية واحدة مثل جيرانهم المسلمين الفرس والأتراك. وفي ذروة المدّ القومي – العربي ترسخت الدولة الوطنية – القطرية. وفي ذروة المدّ الاسلامي ترسخت الهويات الفرعية الطائفية والاتنية والجهوية وكان يفترض بموجة الربيع العربي الأولى ان تطلق مدا ديمقراطيا – مدنيا لكن شهدنا في الغالب تفسخ المجتمع وصراع الميليشيات المسلحة والحرب الأهلية.اضافة اعلان
لم تكن علاقة العرب في المشرق مع جيرانهم التاريخيين ودّية في اغلب الأوقات. ففي حقبة المدّ القومي كانت الأنظمة في مصر وسوريا والعراق في حالة مواجهة وعداء مع المعسكر الغربي بينما تركيا عضوا في الناتو وإيران قاعدة رئيسية في حزام المواجهة مع المعسكر الشرقي وحليفا قويا لإسرائيل. وهذا الخلاف الايدلوجي والجيو – سياسي كان من الظواهر الظرفية في سياق محتم للتناقض يفرضه المجال الحيوي بين دول – قوميات متجاورة ورثت بعد الاستعمار حدودا وتقطيعات تظل الغاما موقوته ديمغرافيا وأمنيا وأقتصاديا. وما حصل بعد انقلاب ايران من حليف للغرب الى ثورة اسلامية أن التوتر مع العراق انفلت الى حرب دامية دامت عشر سنوات. والعجيب أن ما فشل آية الله في تحقيقه من الحرب قدمه لهم عدوهم « الشيطان الأكبر» الأمريكي على طبق من ذهب باحتلال العراق فاستباحت إيران العراق كغنيمة حرب وصنع اتباعها فساد سلطة غير مسبوق. أما التوتر بين تركيا وسوريا فقد تحول مع وصول اردوغان الى الحكم الى تحرش ثم استثمار صريح في الحرب الداخلية بالتسليح والتمويل والامداد بالرجال من كل الجنسيات واذ اقترب النظام من النصر بفضل التدخل الروسي والايراني دخلت قواته الاراضي السورية بذريعة محاربة الأكراد وتأمين مناطق الشمال، وأصبحت الميلشيات الاسلامية المسلحة هناك تحت إمرته يتنقل بها كمرتزقة الى خطوط المواجهة حيث يشاء أمس مع الأكراد واليوم في ليبيا مع حكومة الوفاق.
الجاران الكبيران تركيا وايران يمارسان أكثر اشكال التدخل فظاظة في العالم العربي. تركيا في سوريا وشمال العراق وليبيا، وإيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان. وسياسة البلدين تعبر ببساطة عن مصالح وطموحات قومية على حساب العرب لكنها تتوفر ضمنا على تغطية مذهبية فهما أيضا أكبر قوتين تمثلان الاسلام السني والاسلام الشيعي وتستثمران في القوى المحلية الطائفية الطافية على انقاض الدولة الوطنية. وهما في هذا التنافس تتجنبان بدهاء التصادم المباشر حتى في الخطاب السياسي العلني ويتركان للقوى المحلية التعبئة بالتحريض الطائفي والكعكة على كل حال كبيرة وبرنامج كل منهما حافل في المناطق التي يمتد لها النفوذ. وبالتأكيد لا يعني لإيران شيئا قفزة تركيا على ليبيا مثلما لا يعني شيئا لتركيا سيطرة ايران في اليمن..
يكفي اننا كعرب نتصادم بكل قسوة حول هذه التدخلات. عندما نقف ضد الدور الايراني في اليمن يتصدى لنا أنصار محور الممانعة بكل عنف وعندما نقف ضد التدخل التركي في ليبيا يتصدى لنا الاسلاميون بكل عنف. والعجيب أن يعاب على مصر موقفها في مواجهة التدخل التركي وهي الجار العربي الشقيق الأجدر والأحق بأن يكون له كلمة في ما يجري في ليبيا. ويبدو ان الانحياز السياسي الأيدلوجي يعمي البصائر عن معنى ومغزى التدخل التركي هنا والإيراني هناك.
أحد المثقفين العراقيين قال لي مرة ان النفوذ الإيراني في العراق أخطر الف مرة من الاحتلال الأمريكي على وجود الدولة الوطنية العراقية فالاحتلال الأجنبي غريب عن كل العراقيين يرحل عاجلا أما آجلا أما الإيراني فهو جار طامع في بيتك وإن دخل لن يغادر ابدا.
لم تكن علاقة العرب في المشرق مع جيرانهم التاريخيين ودّية في اغلب الأوقات. ففي حقبة المدّ القومي كانت الأنظمة في مصر وسوريا والعراق في حالة مواجهة وعداء مع المعسكر الغربي بينما تركيا عضوا في الناتو وإيران قاعدة رئيسية في حزام المواجهة مع المعسكر الشرقي وحليفا قويا لإسرائيل. وهذا الخلاف الايدلوجي والجيو – سياسي كان من الظواهر الظرفية في سياق محتم للتناقض يفرضه المجال الحيوي بين دول – قوميات متجاورة ورثت بعد الاستعمار حدودا وتقطيعات تظل الغاما موقوته ديمغرافيا وأمنيا وأقتصاديا. وما حصل بعد انقلاب ايران من حليف للغرب الى ثورة اسلامية أن التوتر مع العراق انفلت الى حرب دامية دامت عشر سنوات. والعجيب أن ما فشل آية الله في تحقيقه من الحرب قدمه لهم عدوهم « الشيطان الأكبر» الأمريكي على طبق من ذهب باحتلال العراق فاستباحت إيران العراق كغنيمة حرب وصنع اتباعها فساد سلطة غير مسبوق. أما التوتر بين تركيا وسوريا فقد تحول مع وصول اردوغان الى الحكم الى تحرش ثم استثمار صريح في الحرب الداخلية بالتسليح والتمويل والامداد بالرجال من كل الجنسيات واذ اقترب النظام من النصر بفضل التدخل الروسي والايراني دخلت قواته الاراضي السورية بذريعة محاربة الأكراد وتأمين مناطق الشمال، وأصبحت الميلشيات الاسلامية المسلحة هناك تحت إمرته يتنقل بها كمرتزقة الى خطوط المواجهة حيث يشاء أمس مع الأكراد واليوم في ليبيا مع حكومة الوفاق.
الجاران الكبيران تركيا وايران يمارسان أكثر اشكال التدخل فظاظة في العالم العربي. تركيا في سوريا وشمال العراق وليبيا، وإيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان. وسياسة البلدين تعبر ببساطة عن مصالح وطموحات قومية على حساب العرب لكنها تتوفر ضمنا على تغطية مذهبية فهما أيضا أكبر قوتين تمثلان الاسلام السني والاسلام الشيعي وتستثمران في القوى المحلية الطائفية الطافية على انقاض الدولة الوطنية. وهما في هذا التنافس تتجنبان بدهاء التصادم المباشر حتى في الخطاب السياسي العلني ويتركان للقوى المحلية التعبئة بالتحريض الطائفي والكعكة على كل حال كبيرة وبرنامج كل منهما حافل في المناطق التي يمتد لها النفوذ. وبالتأكيد لا يعني لإيران شيئا قفزة تركيا على ليبيا مثلما لا يعني شيئا لتركيا سيطرة ايران في اليمن..
يكفي اننا كعرب نتصادم بكل قسوة حول هذه التدخلات. عندما نقف ضد الدور الايراني في اليمن يتصدى لنا أنصار محور الممانعة بكل عنف وعندما نقف ضد التدخل التركي في ليبيا يتصدى لنا الاسلاميون بكل عنف. والعجيب أن يعاب على مصر موقفها في مواجهة التدخل التركي وهي الجار العربي الشقيق الأجدر والأحق بأن يكون له كلمة في ما يجري في ليبيا. ويبدو ان الانحياز السياسي الأيدلوجي يعمي البصائر عن معنى ومغزى التدخل التركي هنا والإيراني هناك.
أحد المثقفين العراقيين قال لي مرة ان النفوذ الإيراني في العراق أخطر الف مرة من الاحتلال الأمريكي على وجود الدولة الوطنية العراقية فالاحتلال الأجنبي غريب عن كل العراقيين يرحل عاجلا أما آجلا أما الإيراني فهو جار طامع في بيتك وإن دخل لن يغادر ابدا.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي