الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الفَسبَكَة



ألف مرّة فكّرتُ بمغادرة «الفيسبوك» إلى غير رجعة وأقدمتُ على ذلك أكثر من مرّة؛ في أكثر مرّة صمدتُ أسبوعًا؛ وسرعان ما تجد نفسك مثل « الأهبل المنقاد» أو كما كانوا يقولون «كالمضبوع» تمشي برجليك إلى حيث مشى..!اضافة اعلان


أنت تعلم أن الحقيقيين قلائل في هذا الفيسبوك اللعين.. تعلم أنك تبحث فيه عن الجوهر وكأنك تبحث عن إبرةٍ في مليون كوم قش..! تعلم أن الذين حولك لا شغل لهم سوى «الفسبكة»؛ يستمعون إليك وهم يفسبكون؛ يتخذون أخطر القرارات وهم يفسبكون..! تعشق وأنت تفسبك.. تقول: جيرة الله تعطونا يوم وأنت تفسبك..! تتقبل العزاء ودموعك هطّالة وأنت تفسبك..!

تنتقد كل الذين يفسبكون بحضورك وغيابك وأنت منخرط تماماً في فسبكة لا نهائية من التلييك والتدعيك والتشيير و التعليق..!

صار الحسد في الفيسبوك.. الحب كلّه هناك.. المؤامرات الاجتماعية والسياسية والثقافية تبدأ منه وتنتهي في قلبك وعقلك وتنتقل إلى حواسك الخمس..!

نحن رهناء محابس الفسبكة ومغاليقها.. نحن في دوّامة شكٍّ كبيرة من كلّ لايك وتعليق من فلان أو فلانة وماذا يقصدان بالمرور والاختفاء ولماذا عدّل الجملة ولماذا أضاف وأنقص..!

يا سادةُ ويا سيدات: الفسبكةُ مرضٌ لا يصيب إلاّ من به عقد نقص ويبحث عن التعويض.. من يبحث عن تكبير رأس ليظن نفسه كبيراً بمجموع المصفّقين الكاذبين له..!

يا سادة ويا سيدات: من ينم ويصحُ على الفسبكة لن يصبحَ مبدعاً إلاّ في النميمة وتكبير حجره دون أن يضرب..!

الفسبَكَة مَهلَكَة..!