الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

القراءة «حسب الموضة»



ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي ضمن ما ساهمت به من ترويج لسلع غير مهمة و شائعات غير صحيحة ومشاعر « غير حقيقية « .. وايضا ابراز كائنات ليس لهم و « لهنّ « مكان من الاعراب.اضافة اعلان

ومن تجربتي ، أُفاجأ بسؤال من إحدى الصديقات او الأصدقاء « هل قرأت الكتاب الفلاني « ؟
فيكون أنني لم أقرأه. استغرب السائل « كيف ما قرأته.. كاتبين عنه على الفيس بوك انه كويّس..
وأحيانا، يستخدم عبارة « من الكتب الأكثر مبيعا «.

ولأنني « بني ادم « ولا أدّعي أنني قراتُ « كل الكتب في العالم « وان كانت هذه أُمنية .. صعبة التحقيق..يكون ردّي ، للاسف ما قرأته.
ثم اكتشف ان السائل او السائلة ، يقرأ « كل سنة كتابا واحدا فقط « وغالبا حسب « شُهرة الكتاب على الفيس بوك «.
تماما مثل اي سلعة يتم الدعاية لها لأسباب تجارية تسويقية.. ومعظمها أسباب « غير ثقافية «.
مؤكّد أنني لا اتوقع ان يكون كل الناس « فوتو كُوبي « ولا « نُسخة « مِني.
ولهذا احتفظ بقناعاتي الخاصة وادع الآخرين يفعلون كما يريدون.

احيانا، تدلّني الكتب على بعضها.. سواء كانت من الكتب الصادرة قديما او حديثا.

فمثلا ، عندما قرأتُ « مذكرات هنري كيسنجر « اهتديتُ لأهمية قراءة « سيرة هوشيه مِنه « المناضل والثوري الفيتنامي الذي تصدّى للاستعمار الامريكي ومن قبلة الاستعمار الفرنسي والاستعمار الياباني .
ومن سيرة « هوشيه منه « تعرّفتُ على القائد العسكري ووزير الدفاع الفيتنامية ( جياب ) ، الذي أوقع خسائر فادحة بالقوات الأمريكية الغازية لبلاده في الستينيات من القرن الماضي.
ثم وقع بين يدي كتاب الرئيس الأمريكي السابق « جيمي كارتر « الذي يحمل عنوان « الحكومة المثالية « وفيه وجدتُ وجهة نظر مختلفة حول الغزو الأمريكي ل فيتنام..

ثم اكتشفتُ في مكتبتي كتابا لوزير الخارجية الأمريكية في فترة الخمسينيات جون فوستر دلاس الذي لعب دورا مهما في « الحرب الباردة « بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية..
ثم .. اشتريتُ كتابا صدر حديثا بعنوان « الحارس الشخصي ل هتلر يتكلّم « وهو روخوس مشي الذي عمل حارسا ومرافقت للزعيم الألماني النازي هتلر من عام 1940 حتى عام 1945 اي حتى انتحاره..
ومن هذا الكتاب، رحتُ اقرأ عن الحرب العالمية الثانية التي قادها هتلر ضد أوروبا حتى هزمه الشتاء والثلوج والزعيم السوفيتي ستالين..
وهكذا.. استمتع بقراءة الكتب القديمة والحديثة حسب أهميتها وليس حسب « الموضة «...!!!