الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

المجهول



العنوان لا يتحدث عن بطل وحكاية، بل عن حكاية فقط، وهي أردنية صميمة، تتعلق بتمر المجهول، وأبطالها كلهم مكافحون أردنيون، وثلة من شخصيات إماراتية، قدموا جهدا موصولا أعتقد بأنه أثمر تمرا اردنيا، وإنجازا مشتركا، يقدم أروع مثال عن تضافر الجهود البناءة للتفوق والتقدم إلى الأمام.اضافة اعلان


قبل خمس سنوات كان عندنا نصف مليون نخلة تنتج تمر المجهول، واليوم أصبح عددها 750 ألف نخلة، وتضاعفت مساحة الأرض المزروعة بالنخيل من 22 الف دونم لتصبح 44 الف دونم، وصادراتنا منها أيضا، تضاعفت إلى 3 أضعاف تقريبا، بعد أن كانت 4 آلاف طن سنويا، لتصبح حوالي 11 الف طن سنويا، وكذلك ارتفع عدد العاملين في القطاع من الجنسين ليصبح 8000، وتم إنشاء 6 مشاغل حديثة لتغليف وتعبئة التمور بطاقة انتاجية مقدارها 10 آلاف طن، لتقدم منتجا منافسا في الأسواق العالمية، حيث يتم تصدير التمور الأردنية إلى 15 دولة في الغرب والشرق.. وهذه بعض إحصائيات ذكرها السيد أنور حداد رئيس جمعية التمور الأردنية، خلال كلمته الترحيبية بافتتاح مهرجان التمور الأردنية الدولي الرابع أمس في فندق الانتركونتيننتال برعاية وزير الزراعة مندوبا عن جلالة الملك، الذي كان قد أنطلق قبل 5 سنوات، برعاية إماراتية أردنية، ضمن جائزة خليفة وفريقها الذي يرأسه أمينها الدكتور عبدالوهاب زايد، وكما تشاهدون من خلال المقارنات بين الأرقام خلال السنوات الخمس الماضية.. ثمة إبداع وتميز وعمل يستحق الشكر والاستلهام منه.

هذا نموذج واحد، من النماذج التي قدمها القطاع الزراعي الأردني، حين وجد مسؤولين جادين، يريدون تحسين حياة المزارعين والبشر، ولا أحد ينكر أن في مقدمة هؤلاء هو جلالة الملك، الذي أعتقد بل أجزم بأنه أكثر أردني سعادة وراحة بال، حين يرى ثمرات الجهود الجادة، التي يوجه الحكومات إليها، ويحفزها، وتجد مسؤولين من أمثال وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات، الذي نسق منذ وزارته الأولى مع الجانب الإماراتي، لإنجاح هذا القطاع وتحفيزه، من خلال الدعم الإماراتي الموجه عن طريق (جائزة خليفة) لتحقيق قصص إبداع مؤثرة في حياة الشعوب..

وقد تواجد في ارض المهرجان هذا العام أكثر من 60 جهة عارضة محلية ودولية، وتم التنسيق مع 15 جهة تجارية دولية واستقدامها للمهرجان، وللمرة الأولى تتواجد في هذا المهرجان الشركة الأردنية - الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية، وقد عبر السيد حداد عن ضرورة توسيع أرض المهرجان في العام القادم لاستقطاب المزيد من الجهات التجارية المحلية والدولية.

شخصيا؛ واكبت انطلاق هذه الجهود منذ بدايتها، وكان وما زال لسفير دولة الإمارات في الأردن وللسفارة جهود طيبة، تدعم وتتشارك مع الجهود الرسمية الأردنية، وجهود الجهات المعنية بالقطاع، وراقبت عن كثب هذه النجاحات المثمرة، التي أنجزت جديدا مفيدا على أكثر من صعيد، وما زالت تتضافر على الخير وتتقدم وتنعكس نتائجها الإيجابية على قطاع تمور المجهول الأردنية.

هذا المهرجان، حدث وطني، ينطوي على قصة نجاح تكبر وتتسع، ويجب أن نشاهد مثلها في قطاعات أخرى في الزراعة الأردنية..