الثلاثاء 19-03-2024
الوكيل الاخباري
 

الواقعية مطلوبة في المرحلة الانتقالية



تعيش منطقة الشرق الاوسط كما العالم مرحلة انتقالية ما بين نظام عالمي قائم لكنه آفل ونظام عالمي قادم غير معروفة ماهيته.اضافة اعلان


هذه المرحلة الانتقالية التى تعرف باسم (interregnum) تعيشها مجتمعات المنطقة بكل ما فيها من تداعيات وتحديات واما مدتها فقد تطول او تقصر حسب التقديرات الذاتية وليس عبر المناخات الموضوعية كونها تتوقف على مدى المنعة المجتمعية الكامنة لبلدان المنطقة هذا اضافة لمدى الاستجابة التضامنية التى يمكن ان بلورتها فى مواجهة ارهاصات عدم الاستقرار مما هو قائم وعدم اليقين مما هو آت، فان مجتمعات المنطقة لن تكون وحدها قادرة على الصمود ما لم يكن هنالك اطر إئتلافية جامعة تساعد مجتمعاتها على الثبات المرن فى مواجهة الاهتزازات الافقية جراء صعوبة الحركة وتدني المستويات المعيشية وركود الحالة الاقتصادية هذا اضافة الى مناخات الارهاب والوباء وحالة الشد الناتجة من واقع تصارع الكتل الاقليمية والتكتلات الدولية وهذا ما يجعلها ثقيلة الحركة وغير متزنة الامر الذى يضاعف من اعبائها اعباء هذا اضافة الى ان مساحة المناورة فى منزلة عدم الانحياز تبدو صعبة فى ظل عدم وجود هذه المساحة على رقعة الجغرافيا السياسية التى تبدو الكتل والمركبات فيها قريبة الى حد التماس وفى حال استمر هذا الواقع ولم يتم استدراك هذا المتغير الناشىء بمبادرة اقليمية تتصالح فيها المنطقة وانظمتها مع الذات الاقليمي فان مسالة الخروج من نفق الحالة الانتقالية سيكون صعبا الى درجة كبيرة.

وفى ظل امتلاك اسرائيل وايران واخيرا تركيا للسلاح النووى وعدم تمكن النظام العربي من الحصول على كرت القوة الاستراتيجية ووزن التاهيل الاقليمي النووى ولا حتى السلاح الذى يوازية فان المنطقة على وشك الدخول فى معطيات جديدة ستكون فى الغالب ثقيلة على واقع متغيرات الموازين حيث يتم ربط المستقرات الامنية فى تركيا بوصول اكييو التركي الى السلاح النووى وهذا ما يصر علية اردوغان ويراهن علية بحياته بينما يتجمد التمدد الايراني الى شاطىء الخليج بواقع الايونات الصينيه وتعمل اسرائيل ما يحلو لها ان تعمل فى المنطقة فى حال بقيت المصالح بينها وبين الانظمة العربية مقبولة ونظام الضوابط والموازين المتفق علية امنيا من دون تغيير وسياسيا كما تم التوافق حولة وحول مساحات التباين لتبقى قائمة دون تغيير لكن المرحلة الانتقالية تحمل حالة جزر ومد سياسي وشد وضغط امنى وهذا ما يجعل من الاختراق امر وارد الحدوث فى اي وقت بعد ما تم الاعلان عن ولادة اوكوس فى استراليا ودخول الولايات المتحدة وحلفائها فى معركة الهادي من اجل الاحتواء والحوصلة للمجال الحيوى للصين.

وبهذا يكون المشهد السياسي والامنى فى المنطقة بات متغيرا الى درجة حادة فلا يوجد مساحة دوران قد تسمح لبعض المركبات بالاستدارة والطريق باتت باتجاه واحد لا يوجد فيه خيارات او منحنيات التفافية قد تسمح باعادة الموازين وهذا ما يزيد من اعباء مجتمعات المنطقة اعباء اضافية ويجعلها اسيرة للظرف الموضوعى الذى تفرضة مقتضيات المرحلة الانتقالية باولوياتها الناشئة فان قواعد الاستجابة يجب ان لا تكون مشغولة بالجوانب الاقتصادية على اهميتها بل يجب ان تكون البوصلة الرئيسية منصبة على كيفية الخروج من نفق الازمة والحفاظ على امن ومستقرات المجتمعات ورفع معدلات عوامل المنعة فيها.

فان الامر يكمن فى كيفية ادارة الازمة ويقوم على التخفيف من حدة الزوايا ولا يتطلب الامر حل الازمة او جعل زواياها الحادة تكون منفرجة فان هذا لن يكون مقدور ايا من انظمة المنطقة وحدها فى ظل حدة الاصطفاف الحاصلة ومقدار تشابك المصالح الواصلة والموصلة بفضاءات التواصل الاستراتيجي وهذا ما يجعل المنطقة وانظمتها امام خيار واحد فاما ان تعمل بشكل متناسق للخروج من هذا النفق او ان يبقى شبح الاجتهاد مسيطرا على ايقاع التحرك السياسي فيها وهذا ما يشكل تهديدا صريحا قد يغرق الجميع بدوامة عدم الاستقرار غير الامن وهو ما يعمل الاردن على تجنيب المنطقة اياه من خلال الحركة الدبلوماسية النشطة التى ينسج خيوطها جلالة الملك.