الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

خلصت الزفّة



مثل أي يوم مضى يوم 8 آذار (يوم المرأة العالمي)، وهو بالتالي يوم المرأة مع زميلاتها المقموعات في مشارق الأرض ومغاربها.اضافة اعلان


وما يوم المرأة، كما أسلفت-إلا يوم إضافي في روزنامة القمع: قمع النصف الذكري للنصف الأجمل والأكفأ والأنضج، وفيما يتطور العالم تقنيا وحضاريا بقفزات كنغارية نرى الاتجاه نحو تحرر المرأة يتطور لكن بخطوات سلحفائية إذا لم يراوح مكانه أو يتراجع في الكثير من المناطق، لا بل تتحول من كائن حر نسبيا إلى جارية في بعض المناطق.

في عام 1975 احتج أحد الأعضاء على مبدأ المساواة وقال في بث مباشر أمام كاميرات التلفزيون كلاما أخجل من تكراره هنا لأنه يوجه الإهانة والتحقير لكائن يستحق منا الاحترام والمحبة.

منذ ذلك اليوم لم تختلف وجهة نظرنا حول المرأة عن مضمون ما قاله الرجل، لكنه كان أصدق منا وأكثر صراحة وعبر عن وجهة نظره بلا خوف، أما نحن فنملأ أنفسنا بالتبريرات والتحضيرات والمناقشات التي تدعي العلمانية والتقدمية لنبرر وجهات نظرنا الرجعية.

فمن مدعين بالتدين يحولون المرأة إلى عورة، لكن صوتها الانتخابي ثروة، لأنها مستلبة الارادة، ويتم (جلبها) بالبكمات للتصويت للذكر الاكثر قمعا ورجعية. وهكذا يتحول صوت المرأة من (عورة) الى ثروة تحت الدشاديش الخانقة للحرية.

أما القومي واليساري فهو يغلب نضالات الجماهير على النضال النسوي ويطالب المرأة بالمشاركة في معركة التحرر بكل مساواة (حق الموت في سبيل الوطن والمبادئ) وحين تنتصر الثورة تتم إعادة المرأة من الخندق إلى البيت مباشرة مثل أي أداة ويستلم الرجل الحكم ويوزع الفتات على بضعة نساء (حق قيادة المدحلة).

إنها دائرة الشيطان... دائرة الوجع حيث يستمتع الرجل بساديته وسيادته ويحافظ عليها تحت حجج دينية أو تراثية أو علمانية مزورة.

يوم ومضى إلا أنه لا بد للمرأة العربية أن تطرح قضيها على المحك، وأن تترافق شعارات تحرير المرأة مع شعارات تحرير الشعوب، لا أن تكون بديلا عنها ولا أن تتراجع بداعي أنها قد تبعد الأضواء عن شعارات تحرر المجتمع بأكمله.

المرأة العربية نسيت شعاراتها كثيرا لصالحنا، وحاربت مع الرجل في جميع ثوراته وشاركته جميع نكساته وانتصاراته، لذلك يحق للمرأة العربية الآن النضال من اجل مكتسبات حقيقية، وليس من أجل كوتات.

ايتها المرأة

يا تاج راسي

يا سيدتي

رغم انتهاء الزفّة

كل عام وأنت بخير.