الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

«ذهب الولد إلى السوق»



عودوا بذاكرتكم قليلا إلى الوراء حينما حفروا هذه الجملة على جدران أدمغتنا من كثرة تكرارها، ابتداء من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية مرورا بالإعدادية ...فقد كانت، وربما ما تزال، الجملة المفضلة لدى المعلمين وأساتذة اللغة العربية في كل مكان وزمان، يستخدمونها لشرح مكونات الجملة العربية خلال حصص النحو وقواعد اللغة العربية: نوع الجملة، الفعل، الاسم، الضمير، الجار والمجرور، الفاعل والمفعول وخلافه.

اضافة اعلان


على الرغم من اختلاف النحويين العرب على كل شيء من حتى إلى اللا النافية للسكس إلا انهم اتفقوا -كما يبدو -على صلاحية هذه الجملة، تحديدا لشرح النحو العربي الذي لا يتقنه أحد من العرب.
ولكوننا جميعا مجرد ظاهرة لغوية فقد منعونا حتى من البقاء كظاهرة صوتية، فلم يهتم أحد بالأسباب والدوافع التي أدت إلى ذهاب الولد إلى السوق أو عودته منه... ولم يتعد اهتمامنا الألاعيب اللغوية التي تتيحها جملة: «ذهب الولد إلى السوق»
هل ذهب الولد إلى السوق ليشتري أم ليسرق أم ليتفرج؟

وهل عاد الولد من السوق مبسوطا أم حزينا أم مكسورا أم انه لم يعد قط؟
هل اشترى متطلبات الحظر الكلي؟

وهل هناك فاعل مستور أرسل الولد إلى السوق، أم أن الولد ذهب من تلقاء نفسه وعاد (أو لم يعد) من تلقاء نفسه؟
هكذا نحن من جاهليتنا الأولى حتى الآن... نكتفي بأنصاف الحلول أو بأنصاف الأخبار أو بأنصاف الإجابات!!!
فإذا ذهب الأمريكان إلى العراق أو الفرنسيون الى ليبيا لا نهتم متى يرحلون عنه أو لماذا أتوا أصلا !!!

في كل شي نهتم بأنصاف الأخبار وأنصاف المعلومات وأنصاف الإجابات وأنصاف الحلول وربما بأرباعها !!!
طبعا فنحن جميعا من خريجي مدرسة:» ذهب الولد إلى السوق.