الثلاثاء 23-04-2024
الوكيل الاخباري
 

سورية بوابة سعودية جديدة



حين كانت جهود بعض الدول العربية خلال العامين الماضيين لإعادة سورية إلى الجامعة العربية كانت تصطدم بموقف متشدد من السعودية إضافة إلى قطر، ومع تطور الأحداث اقتربت دول عربية عديدة من سورية قبل وبعد الزلزال، لكن الجديد كان في التقارب السعودي الإيراني عبر البوابة الصينية، واليوم يجري الحديث عن نقاشات سعودية سورية لإعادة العلاقات الدبلوماسية عبر بوابة روسيا ووساطتها وتشجيع إيراني، وأيضا هنالك موقف قطري أقل تشددا فلا يمكن لقطر التي تجيد المبادرات أن تبقى آخر من يفتح أبوابه لسورية ولو بشروط فالعلاقة مع سورية اليوم من كل الدول جزء من معادلات النفوذ الإقليمي.اضافة اعلان

 
الخطوات السعودية المهمة تأتي في غير مربع الإدارة الأميركية وخارج سياق “الري بالتنقيط” الذي تمارسه الإدارة الأميركية مع النظام السوري من حيث فتح الأبواب أو تخفيف العقوبات، وربما يكون الفهم المباشر للتحركات السعودية اذا ما وصلت إلى النهاية السعيدة أنها تهميش للدور الأميركي من جهة وزيادة مساحة الدور السياسي لخصمي واشنطن.. الصين وروسيا.


لكن الخطوات السعودية التي ستكون مهمة في إعادة تأهيل سورية عربيا وخاصة ونحن مقبلون على قمة عربية خلال الشهور القريبه، هذه الخطوات ستحتاج إلى قبول أميركي أوروبي فهذا الطرف الدولي مازال رافضا ولو سياسيا لنظام بشار الأسد إلا إذ كان المطلوب تأهيلا في الإطار العربي والإقليمي ولهذا فالتأهيل الدولي لسورية مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية قد يحتاج إلى مسار آخر أو دبلوماسية أخرى تضاف إلى ماتم مع روسيا والصين وإيران.


لكن يبقى التحرك السعودي خلال الأشهر الأخيرة ملفتا من جهة الرسالة التي تريد القيادة السعودية قولها وهي أنها تستطيع التحرك في الخريطة الدولية والإقليمية والملفات المعقدة مثل ملف الطاقة وحرب روسيا و أوكرانيا دون أن تتنظر أو تنضبط بالمسار الأميركي وتحديدا الإدارة الديمقراطية، وهذا الأمر إن استمر في مجالات أخرى قد يترك أثرا على احتمالات عودة الديمقراطيين لحكم واشنطن، والأهم أن يضع الإقليم في مسار تحالف دولي مع خصوم واشنطن في روسيا والصين وإيران وبشار الأسد.

مابين حرب أوكرانيا وروسيا قبل أكثر من عام مرورا بزيارة بايدن لجدة في حزيران الماضي ثم الاحتفاء في الصين في القمة العربية الصينية في الرياض إلى التفاهم الإيراني السعودي برعاية الصين ثم فتح أبواب الحوار مع دمشق هنالك تحولات في خريطة تحالفات دولة كبرى في الإقليم ليس على قاعدة العداء لواشنطن بل صناعة نوع من الندية أو معاقبة إدارة بايدن على موقف سلبي بل عدائي من القيادة السعودية.


بعيدا عن كل التفاصيل فإن السعودية لن تتخلى عن تحالفها التاريخي مع واشنطن، لكن دولة بحجمها تعرضت ومعها الخليج إلى خيبة أمل من سياسة واشنطن تجاه إيران عبر تجاهل كل مخاوف الخليج في مفاوضات إيران والغرب ثم وجدت نفسها تحت نيران الاستهداف من واشنطن تحت لافتة حقوق الإنسان والديمقراطية من الطبيعي أن تستخدم كل أوراقها لتقول إنها قادرة على التحرك وحماية مصالحها حتى مع خصوم واشنطن وفي مرحلة حرب تخوضها واشنطن ضد روسيا والصين على أكثر من صعيد.