الجمعة 29-03-2024
الوكيل الاخباري
 

على وشك أن نشهد اتفاقا نوويا سيئا مع إيران



تبدو مجموعة 5+1 ماضية في المفاوضات من أجل اتفاق نووي مع إيران، وقد تسنى ذلك بعد جهود فرنسية وأوروبية حثيثة ترى بضرورات هذا الاتفاق وأهميته.اضافة اعلان


إيران قبلت بالعديد من المقترحات الأوروبية، وأسقطت أهم مطالبها، وهو إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، واستبدلت ذلك بإزالة ذراعه التجارية والاقتصادية من قائمة الإرهاب حتى تتمكن هذه الذراع من مماسة الأعمال بحرية.

باقي البنود تم قبولها بما فيها نقل اليورانيوم المخصب ليتم تخزينه في روسيا، والتوقف عن التخصيب لحدود معينة، والقبول بنظام تفتيش ما يزال الحديث عن تفاصيله غير واضح.

أوروبا وأميركا مدفوعتان بعدد من الأسباب لتوقيع اتفاق، أولها، القناعة أن هذا سيؤخر سلاح إيران النووي، ما سيعطي العالم فرصة لاحتواء إيران، ودفعها تجاه النماء والرغبة بالازدهار وإنفاق المال على ذلك، بدلا من إنفاقه على التسلح والترسانة المكلفة.

هذه هي فلسفة الاتفاق النووي مع إيران التي أتى بها أوباما، إنها ستغير إيران سلميا وتبعدها عن عقلية المواجهة العسكرية أو النووية.

سبب ثان زاد من الرغبة بالاتفاق هو الحرب في أوكرانيا، وما ترتب على ذلك من تضخم عالمي بسبب العقوبات على النفط والغاز الروسي، فدخول النفط والغاز الإيراني للسوق العالمي سوف يساعد على كبح جماح التضخم من خلال زيادة المعروض من الطاقة وبالتالي تقليل أسعارها.

أسباب أخرى تضاف للسابقة منها أن هذا الاتفاق سوف يقوي الإصلاحيين الإيرانيين في وجه المتشددين وهذا أمر مهم وحاسم لجهة تغيير سلوك إيران.

المتابع لدبلوماسية الاتفاق النووي مع إيران منذ أوباما مرورا بترامب ومن ثم بايدن، يرى بوضوح التخبط الشديد في هذا الملف.

بايدن جاء وقال إننا لن نعود للاتفاق دون أن يكون هناك التزام إيراني بوقف التخصيب قبل العودة للمفاوضات، وإن الاتفاق الجديد لا بد أن يشمل برنامج الصواريخ البالستية ونشاطات إيران المصدرة للقلق واللااستقرار في الإقليم.

أفهم ألا نتحدث عن برنامج الصواريخ، فبرنامج الطائرات المسيرة أشد خطورة منه في هذا الزمان، لكن ألا يتم الحديث عن نشاطات إيران الإقليمية من خلال أذرعها الممتدة في العديد من الدول العربية فهذا مقلق، وقد كانت منذ أيام قليلة عملية عسكرية أميركية ضد ميليشيات ممولة ومدربة من إيران نفذت اعتداءات شمال شرق سورية حيث المنطقة تحت الحماية العسكرية الأميركية.

الجميع يريد لإيران أن تكون دولة طبيعية في المنطقة، ولو أتتها الحكمة وفعلت، لحظيت بالمكانة التي تليق بحجمها السياسي والاقتصادي والتاريخي، ولكنها تمعن بتصدير الثورة والقلق وتصدير اللااستقرار. الأجواء الإقليمية إيجابية تجاهها، تقول نريدكم شركاء بيننا وبينكم مصالح وتفاعل إيجابي، ولكن هذه الأجواء لن تستمر ما لم تغير إيران من نهج تدخلها بشؤون جيرانها، وما لم توجه ثورتها نحو إصلاح الداخل وليس تصديرها للخارج.

من دون دفع إيران لتغيير سلوكها، فالعالم يكون على وشك إعطائها مليارات، الله وحده يعلم أين سيتم إنفاقها، وهو بالتأكيد لن يكون إنفاقا على الازدهار والنماء.