الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

غيوم في الأفق



الأفق الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط غائم بشكل مريب، وما يدور فيه يجعلنا نعلي الصوت مطالبين بضرورة قراءة ما يجري بشكل دقيق، ورؤية ثاقبة، وهذه القراءة تحتاج لدراسة المستجدات بعمق وتأنّ وعدم التسرع في اتخاذ القرارات المصيرية.اضافة اعلان


بداية دعونا نستعرض المشهد برمته، فالكيان الصهيوني يواصل استفزازاته لولايتنا الدينية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، فضلا عن نازيته الواضحة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو ايضا استطاع تحييد دول والتغلغل في دول اخرى الامر الذي يعني اختلاف خيوط المعادلة برمتها بعد ان بات للكيان بوابات مختلفة في المنطقة.

وتحركات الأتراك في الشمال السوري واضحة تترافق مع رؤية أميركية متجددة تخص الموضوع السوري، وتسخين لجبهات بأمل التنفيس عن جبهات اخرى ما يعني اعادة التسخين مجددا، وإعادة احياء تنظيمات اختفت.

وفي العراق حراك سياسي يتوجب ان نكون بصورته أولا بأول، أما الجنوب السوري فإن علينا التعامل معه بروية وحكمة ودقة اكثر بكثير مما نتوقع، فسورية كانت وستبقى المتنفس الشمالي لنا، وبالتالي علينا تعزيز اطر التواصل مع الدولة السورية والبناء على الانفتاح الذي أحدثناه قبل اشهر مع دمشق، وفي الوقت عينه عدم إغماض العين عما يحصل في الجنوب السوري، ورصد حركات المهربين، وايضاً اي حركات تنبئ بنشوء بؤر ارهابية ظلامية جديدة غايتها خربطة اي تقارب اردني سوري ممكن.

وفِي السياق فإن تلبد الغيوم في هذا الشرق المليء بالمستجدات ينسحب على ما يجري مع ايران حول الاتفاق النوري، وهنا نأمل ان نكون اكثر تأن في رصد اي تقارب خليجي إيراني ممكن في المستقبل، والتفكير في توازن في العلاقة مع طهران.

وفِي البحر المتوسط وجب علينا رصد تحركات قبرص والكيان الصهيوني واليونان وتركيا ومصر، ولبنان، فما يجري في البحر وصراع الغاز بات واضحا وجليا بين تلك الدول، ما يعني أهمية ان تكون عيوننا مفتوحة هناك.

المرحلة بحاجة لقراءة متأنية وعدم الاستعجال في الوقوف خلف طرف دون دراسة ما يجري في العالم والمنطقة، فمن يعتقد ان الحرب الروسية الاوكرانية مجرد حرب بين دولتين فقط واهم، فما حصل في قلب أوروبا سيغير الكثير من المعطيات في العالم كله، فروسيا أوشكت على إنهاء مهمتها في اوكرانيا، وتحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها، ومجريات الأحداث اللاحقة ستجعلنا نعرف ان كان هناك أهداف لاحقة لموسكو في أوروبا، ام انها ستلتفت الى الشرق الاقصى حيث حليفتها الصين وكوريا الشمالية مقابل كوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

مجمل القول، علينا الاستفادة من تجارب سابقة وقراءة المشهد بشفافية وبحسب مصلحة الاْردن أرضا وشعبا، فحتى الخليج بتنا نشهد فيه تموضعات مختلفة، وتغيرات في المواقف والتصريحات، وفِي أوروبا هناك تفكك لتحالف دول أوروبا الغربية ونجاح واضح للأسلوب الذي اتبعته موسكو في التعامل مع الأزمة الاوكرانية، كل ذاك يجعلنا نعلق الجرس قبل ان نجد انفسنا خارج إطار ما يجري في المنطقة من اصطفافات جديدة وتموضعات مختلفة عن سابقتها.