الجمعة 29-03-2024
الوكيل الاخباري
 

قادة إسرائيليون يدافعون عن الأردن



عقب المشاهد الاستعراضية للرئيس الأميركي دونالد ترمب وصديقه بنيامين نتايناهو على خشبة البيت الأبيض وتوزيع الهدايا الجيوسياسية وإعلان الإمبراطورية اليهودية الصغيرة على أرض فلسطين التاريخية، ظهر الوجه البشع للحقيقة العربية، عجز مخزّ حتى في ردود الفعل الكلامية لأغلب الدول المعنية، وإذ كانت الموافقة الأميركية على ضم الأغوار الغربية لنهر الأردن تعد نصرا إسرائيلياً باهتاً فإن الأردن حسم موقفه مبكراً من القضيتين الرئيستين، الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية حتى النهر وحق العودة للفلسطينيين.اضافة اعلان


الصراع اليوم بات صراع كلمات منمقة وتهديدات حذرة من الجانب الأضعف، بيد أن الأردن يدرك جيدا خطر تهديد منطقة الأغوار في حال ضمها من قبل السلطة الإسرائيلية، ما يجعل المناطق الفلسطينية خارج الوصف التاريخي بأنها الضفة الغربية، بل هي ستصبح أشبه ما تكون بإمارة موناكو المحاصرة من قبل شارل ديغول يوما ما، ورغم عدم اهتمام الكثيرين بالوضع الاستراتيجي للأغوار، فإن قادة أمنيين إسرائيليين خرجوا للتحذير من أن ضم الأغوار قد يهدد اتفاقية السلام مع الأردن.

فحسب مصادر صحفية إسرائيلية فإن قادة على مستوى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي «أفيف كوخافي» ومدير الاستخبارات يوسي كوهين ورئيس جهاز الشاباك، الأمن العام، «نداف أرغمان» قد حذروا من أن ضم منطقة الأغوار الغربية سيشكل تهديدا لعملية السلام مع الأردن وسيضع الأردن في مواجهة غير محسوبة مع الجانب الإسرائيلي، وهذا تكرار لتحذيراتهم السابقة لبنيامين نتانياهو عند إعلانه ضم الأغوار وبسط السيطرة عليها في شهر أيلول السابق ما أدى لتراجعه عن الخطوة مؤقتا، قبل أن يحييها «إعلان واشنطن» على لسان دونالد ترمب وفريقه من المستعمرين الجدد.

هنا نقف أمام حقائق غائبة، أهمها أننا قد لا نكون ندرك أن الأردن يستطيع المواجهة والرفض وإفشال أي خطط قد تستهدف الوجود الأردني، وكأنه حديقة خلفية لإسرائيل تستطيع أن تقذف بمشاكلها علينا، وهذا سببه عجز المسؤولين التاريخي في تشجيع الروح الوطنية والمعنوية لدى الجمهور الأردني، والتضييق على المساحة الضيقة أصلا للتعبير عن القوة المعنوية للشعب والسلطة الأردنية أكانوا من طبقة رجال الدولة أو من المعارضة، وكأننا دولة مكسورة الجناح أو ميناء بري لتمرير البضائع السياسية.

لقد كان التهديد لاتفاقية السلام مطروحاً أردنياً غير مرة، فالملك الحسين وضعها على الطاولة في قضية محاولة اغتيال خالد مشعل، والملك عبدالله الثاني رفض التفاوض مع نتانياهو حول فتح السفارة الإسرائيلية بعمان في قضية مقتل أردني بحرم السفارة، وقبلها فيما يتعلق بالحواجز الإلكترونية على بوابات المسجد الأقصى، فلماذا لا نثق بقدرتنا على أن نقول لا عندما يتم تهديد مصالحنا العليا، أم أن مشكلتنا هي عدم الثقة بأنفسنا وبأننا قادرون على التصدي لأي مخطط يتهددنا، فيما أعداؤنا يؤكدون حرصهم على سلامة أمننا حماية لأمنهم.

إلى متى نبقى بصورة الطفل اليتيم الفقير المهدد رغم أن خصومنا يأخذوننا على محمل الجّد؟