الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

كلام عن حزب الله في الأردن



العملية التي نفذها حزب الله، ضد إسرائيل، بعد تهديدات حسن نصر الله، بالانتقام لحادثة الطائرات المسيرة، واغتيال عناصر من الحزب في سورية، ثم الرد الإسرائيلي، على العملية اللبنانية، كشفت حجم الانقسام الطولي والعرضي في الأردن، إزاء حزب الله.اضافة اعلان


دون الدخول في النسب والأرقام، وهذه بحاجة إلى متخصصين، فإن الرأي العام في الأردن، انقسم إلى اتجاهين عامين، الأول مجّد حسن نصر الله، وحزب الله، واعتبر أن الحزب مرغ وجه إسرائيل في الطين، ونفذ تهديده بالانتقام، ودمر ناقلة إسرائيلية، وقتل او جرح إسرائيليين، وتسبب بذعر على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وصل حد إخلاء القاعدة الإسرائيلية، قرب الحدود، وأن ما فعله حزب الله، كان كافيا، خصوصا، ان للحزب معادلات داخل لبنان، تمنعه من التورط في حرب كبرى، إضافة إلى معادلة الحزب المرتبطة مع ايران، التي تجعل رد فعله محدودا، من ناحية الحسبة الإقليمية.

الاتجاه الثاني في الأردن، استهزأ بكل العملية، واعتبر انها مسرحية، واستدل على ذلك باعتراض حسن نصر الله، على تجاوز إسرائيل لقواعد الاشتباك، فقط، وليس اعتراضه على وجود الاحتلال أصلا، وهذا الاتجاه استغرق في استدعاء الأدلة على ان ما جرى مجرد مسرحية، لحفظ ماء وجه حسن نصر الله، الذي تم اتهامه من هذا الاتجاه، بكونه نسّق رد الفعل، مع الروس، ليكون مجرد عملية سريعة، ولا تقدم أي أدلة فعلية على وقوع قتلى إسرائيليين، وان حزب الله لا يريد حربا، مثلما أن إسرائيل لا تريد حربا، قبيل الانتخابات، وان حزب الله، قدم هدية مجانية لنتنياهو للفوز في الانتخابات، عبر السيطرة على رد الفعل، وامتزجت آراء هذا الاتجاه مع التغذية الإعلامية التي مارسها الإسرائيليون عبر تسريبهم لقصص التنسيق المسبق، او حتى الادعاء بكون عملية نقل الجرحى خدعة.

اتجاهان تصادما في الأردن، بشكل واضح، وربما تصادما في العالم العربي، أيضا، وسبب ذلك يعود إلى سقوف العملية، ونعومتها، مقارنة بغيرها، وسقوف رد الفعل، هذا فوق ان الرأي العام العربي، ربما توقع ردا صاعقا، اتكاء على الطريقة التي تحدث فيها حسن نصر الله، اكثر من مرة في خطاباته، مهددا ومتوعدا إسرائيل، انتقاما من أفعالها.

اللافت للانتباه هنا، ما يقوله معلقون من الاتجاهين، إذ إن اللغة الاتهامية، هي السائدة، فجماعة حزب الله في الأردن، والذين يؤيدونه، يعتقدون بشكل مباشر، ان كل من ينتقد الحزب، او حسن نصر الله، هو صهيوني، تم تضليله، أو انه موساد، إلى آخر هذه الاتهامات، فيما يرى معلقون من الاتجاه المضاد لحزب الله، ان الحزب وامتداده في ايران، يلعبان اليوم، ذات الدور الإسرائيلي، أي طحن المنطقة، والتناوب عليها، وهي منطقة برأيهم باتت تحت ضغط الإيرانيين والإسرائيليين، معا، ولكل طرف مشروعه، وهكذا نكتشف أن الحلقة المشتركة في اتهامات الاتجاهين لبعضهما البعض، هي إسرائيل، فهي الطرف الثالث الحاضر الغائب، وسط حالة الاتهامات التي نراها.

هذا الانقسام خطير، وهو يؤسس لشرخ كبير، في بنية المنطقة العربية، إذ إن الكل مختلف مع الكل، ويكفي أن من يؤيدون حزب الله في الأردن، ابتهجوا امام رد فعل الحزب، فيما من يعادون الحزب مسبقا، بحثوا عن كل دليل لتقديم العملية على انها مجرد مسرحية، والادهى والأمر، إن الفريقين نكلا ببعضهما البعض، عبر تبادل الاتهامات بالوطنية او الخيانة، علنا، وهي اتهامات تثبت ان كل قضايا الإقليم، ترتد علينا بشدة في الأردن، بطريقة مكلفة وواضحة ومؤسفة، برغم اننا كل مرة، مجرد كسور في حسابات الإقليم.