الخميس 2024-12-12 07:55 م
 

كورونا من جديد .. الخيار الوحيد

04:48 م
لم نكن نعرف الكثير عن فيروس كورونا”كوفيد 19″ بداية الأمر، ولهذا اعتمدنا أشد الإجراءات لحماية صحة المواطن أولا، وكان لهذا الخيار عواقب اقتصادية واجتماعية باهظة.اضافة اعلان


في المرحلة الثانية من المواجهة مع الفيروس والتي نمر فيها حاليا، بتنا أكثر خبرة ودراية. العلم تمكن خلال الأشهر الماضية من تشخيص هوية الفيروس وحدود خطورته، وأصبح التعايش وفق تدابير صحية صارمة هو الخيار السائد عالميا، إلى حين اكتشاف علاج أو لقاح، وهو الأمر المتوقع في غضون أشهر مقبلة.

الدولة حسمت أمرها؛ لا حظر شاملا ودائما في المملكة، والمدارس والجامعات في موعدها بقيود صحية صارمة وبروتوكول يحدد طريقة التعامل مع الإصابات في حال وقوعها.

المهم في هذه المرحلة أن نعمل بأقصى طاقتنا لمحاصرة بؤر الفيروس في عمان وعدد من المدن الأخرى. رغم الانتشار المقلق، ما يزال هذا الخيار ممكنا. عزل البنايات المصابة، وحجر المخالطين، والتوسع في الفحوصات العشوائية أمور حاسمة لاحتواء التفشي.

الأخطاء التي ارتكبناها في الأسابيع الماضية ينبغي أن لا تتكرر. ليس هناك مجال للتهاون على المعابر الحدودية، فهي السبب الرئيسي في انتشار العدوى. التجمعات غير الضرورية كالأعراس ودور العزاء والحفلات يجب أن تتوقف بشكل تام. وتطبيق أمر الدفاع 11 بما يخص ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي يتعين أن تصبح سلوكا ثابتا ودائما، خاصة مع اقتراب فصل الخريف وتكاثر حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.

في المقابل علينا أن نبذل أقصى جهد ممكن للمحافظة على زخم الأسواق والأعمال بأشكالها كافة. التوقف عن العمل ولو ليوم واحد يضر بحياة ملايين الأشخاص. هناك قطاعات اقتصادية وقوى عاملة دفعت ثمنا باهظا جراء الإغلاقات السابقة، وإذا ما عدنا للموقف نفسه، فإن الاقتصاد سيواجه خطر الانهيار التام.

إبقاء الاقتصاد حيا، يعني تعظيم قدرتنا على مواجهة الفيروس، فلا يمكننا الانتصار على الجائحة باقتصاد ضعيف ومحطم. وقرار تمديد ساعات حظر التجول ليلا قد يكون ضارا على المدى المتوسط، ولا مصلحة في استمراره لأكثر من أيام.

مثل سائر الدول في العالم، نستطيع مع مرور الوقت أن نتعايش مع عدد محدود من الإصابات، شرط أن لا نسمح بمضاعفة الأرقام وندخل في متوالية هندسية خطيرة ترتب مئات الحالات يوميا فيعجز النظام الصحي عن استيعابها. إذا ما قضينا على مصدر العدوى وأقصد المعابر والمطارات، وتابعنا بشكل حثيث المخالطين للمصابين، فبمقدورنا الخروج من دائرة الخطر في غضون أسبوعين، لنتفرغ بعدها لملاحقة الحالات الفردية والتعامل معها.

كان بوسعنا تجنب هذه المواجهة لو أن السلطات المعنية التزمت بالتعليمات على المعابر الحدودية، لكن أما وقد وقعنا الفخ فعلينا أن نشحن قدراتنا وطاقاتنا كما فعلنا في بداية الجائحة، ونمسك من جديد بزمام المبادرة لنفوز في المعركة. لكن هذه المرة المسألة أكثر حساسية، فالمطلوب أن نقاوم الفيروس ونباشر أعمالنا في ذات الوقت. الاختباء في البيوت لن يحمينا من الفيروس ولا من شروره الاقتصادية.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة