لم أستطع حبس دموعي وانا أتحدث مع ابنه « خالد « كي أتاكّد ان ما سمعته ان كان.. خبرا غير صحيح
لكن ابنه..أكد أن والده سهر امس الاول، معهم وفي الصباح اكتشفوا انه ميّت.
إذن فقد مات محمد الظاهر وهو منشغل بنكتة او مقلب او التفكير بمطلع قصيدة او مقالة يترجمها..
قلت لابنه « خالد « : اكيد ابوك مات من الضحك
..وبكينا معا..
مشكلة الموت.. انه يجعلك تسترجع شريطا من الذكريات.. في لحظة واحدة.
فتشعر ان مشطور نصفين :
نصف يجرّك إلى الماضي بكل ما فيه من آلام وآمال.. ونصف يُثبّتُكَ في مساحة الفَقد والحزن.
فتشعر أنّ هناك ما يقسِمك اثنين وفي زمنين متباعدين.
محمد الظاهر عرفته لأول مرة في بداية انتمائي ل رابطة الكُتّاب الاردنيين.. وكان محمد يكتب الشعر وكان يعمل مُدرّسا في إحدى مدارس « وكالة الغوث «..
وكنت ارقب نشاطاته الصحفية مع زميلته الراحلة مُنية سمارة رحمها الله وكان الاثنان شعلة نشاط.
وبعدها وجدت نفسي اعمل بمعية « الظاهر « في قسم « المنوعات « ب الدستور.. وكان رئيسي..
اختلفنا واتفقنا وكانت لنا مناكفاتنا مع بعضنا ومع الآخرين.
لكنه كان صاحب أعلى « ضحكة « بالجريدة.
كان « يقسو « أحيانا.. ولكنه حين يراني « متحسّسا وغاضبا «، يناديني ويقول :» ليش داير بوزك عنّي ؟
ومع ذلك..أنجزنا وقتها الكثير من الأعمال الصحفية.
وكنا لانتوقف عن « الضحك « و» المماحكمات «..
كنا نحبّ الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.
وحين ذهبتُ بمعية زميلنا زين خليل إلى « مسجد غزّة هاشم « في « البقعة « للصلاة على الفقيد.. كان جسد محمد الظاهر مسجّى في الصف الامامي.. وكنا في حالة ذهول.. خاصة حين التقينا ابنه الوحيد « خالد « وزوج ابنته الزميل فنان الكاريكاتير جهاد عورتاني او أشقاءه..او زملاء المهنة ممن جاءوا..
لم أصدق أن محمد... مات
فلم يكن يخزّن حزنا او اهلا.
كان شعاره « صدِّر ازمتك للاخر ولا تشغل بالك».
رحم الله محمد الظاهر..
فقد مات بهدوووء تااام
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي