إنه لمن أهم معالم خطة تحديث المنظومة السياسية، وضع الأسس لتحول العمل السياسي التشريعي والتنفيذي الى عمل جمعي من خلال الأحزاب السياسية، وهو الشرط الضروري للتحول الديمقراطي. المجتمع الأردني مسيس بامتياز، ولكن دون وجود أطر سياسية فاعلة، والسبب هو غياب دور الأحزاب السياسية، وخاصة على مستوى السلطة التنفيذية.اضافة اعلان
الأحزاب السياسية هي منظمة يتبنى أعضاؤها غالبا أفكارا متشابهة حول السياسة تسعى من خلالها لتبني أفكار وسياسات تمثل هذه الأفكار وتسعى للمنافسة في الانتخابات على أساسها وتحاول تنفيذها في حال وصولها للسلطة وتتحول للمعارضة عندما لا تتمكن من ذلك. مسارات تكون الأحزاب السياسية تاريخيا متعددة حسب طبيعة كل دولة والواقع الاقتصادي الاجتماعي لها.
تاريخيا، بعض الأحزاب جاءت انعكاسا للانقسامات الطبقية في المجتمع لتمثل مصالح هذه الطبقات وفي بعض الحالات انبثقت الأحزاب عن الكتل البرلمانية المتنافسة، وفي حالات أخرى قامت الدول أو الفئات الحاكمة بإنشاء أحزابها التي تمشل طموحاتها وأفكارها خلال مرحلة التحرر من الاستعمار؛ حيث تحولت الأخيرة لأحزاب حاكمة.
الوصول لحالة الاستقرار الحزبي بالأردن لن يكون عملية سهلة وسريعة، بل ستأخذ وقتا وجهدا، وسنشهد في البداية حالة من الازدحام الحزبي، ولكن الأحزاب التي ستنجح في الوصول والاستمرار سيكون عددها قليلا.
من المتوقع، مع نهاية العام، أن يتجاوز عدد الأحزاب المشكلة سبعين حزبا، بما فيها الأحزاب القائمة حاليا، وهذه حالة صحية. بعد الإعلان عن خطة التحديث، سارعت العديد من النخب السياسية والاجتماعية والأكاديمية وغيرها من الشروع بالتكتلات لإنشاء أحزاب سياسية والبعض منها قد تم الإعلان عنه بالفعل.
ردة الفعل الأولية كانت قاسية ونقدية جدا من قبل العديد من الأوساط السياسية والاجتماعية والشعبية للأحزاب التي تم الإعلان عنها. قد تكون ردة الفعل الرافضة والمشككة ناجمة عن انعدام ثقة مزدوجة نحو الأحزاب السياسية بشكل عام وعن بعض الأشخاص الذين يمثلون هذه الأحزاب لأن جزءا منهم خدموا أو ما يزالون يخدمون بمواقع مختلفة في الحياة السياسية، وبالتالي هي تقييم لأدائهم وتاريخهم. بالرغم من أن الانتقادات لها ما يبررها بنظر الكثيرين، إلا أنه لا يمكن حرمانهم من حقهم في تشكيل الأحزاب والحكم النهائي سيكون للناخبين.
عدد كبير من أعضاء المجلس التشريعي الحاليين والسابقين والوزراء السابقين سوف يسعون لتشكيل أحزاب سياسية من باب الحرص على المحافظة على مكاسبهم ومواقعهم الحالية أو كمحاولة للعودة للسلطة التنفيذية، ولكن الشعور بسهولة تشكيل هذه الأحزاب قد يكون مرده أحد عاملين؛ الأول الفهم الخاطئ لمفهوم الأحزاب البرامجية، حيث يظن البعض أنها مسألة تقنية يمكن أن يكتبها خبراء وعادة ما تشمل عموميات أقرب للإنشاء منها لبرامج سياسية وتجمع عددا من الأصدقاء والمعارف حولها.
الأمر الثاني اعتقاد هذه المجموعات أنها فعلا دخلت نادي النخبة السياسية، علما أن بعضهم قد جاء لهذه المواقع لأسباب لا تمت للسياسة لا من قريب أو بعيد.
كل الأحزاب السياسية في الدول الديمقراطية هي برامجية، ولكنها منبثقة عن فكر وفلسفة سياسية تقوم على مبادئ معلنة؛ حيث تأتي البرامج لتعكس هذه البرامج أو الأفكار وبمرونة متجددة. المبادئ والأفكار هي ما يجمع الناس حول الأحزاب وليس فقط البرامج.
التحدي الأكبر أمام الأحزاب السياسية القائمة وتلك التي قيد التشكل هو إيجاد الأطر الفكرية المشتركة والمبادئ التي تؤمن بها وتروج لها وتدافع عنها. لذلك فإن نضوج التجربة الحزبية سياسيا وفكريا يحتاج لوقت طويل ولن يكون مخاضا سهلا.
الأحزاب السياسية هي منظمة يتبنى أعضاؤها غالبا أفكارا متشابهة حول السياسة تسعى من خلالها لتبني أفكار وسياسات تمثل هذه الأفكار وتسعى للمنافسة في الانتخابات على أساسها وتحاول تنفيذها في حال وصولها للسلطة وتتحول للمعارضة عندما لا تتمكن من ذلك. مسارات تكون الأحزاب السياسية تاريخيا متعددة حسب طبيعة كل دولة والواقع الاقتصادي الاجتماعي لها.
تاريخيا، بعض الأحزاب جاءت انعكاسا للانقسامات الطبقية في المجتمع لتمثل مصالح هذه الطبقات وفي بعض الحالات انبثقت الأحزاب عن الكتل البرلمانية المتنافسة، وفي حالات أخرى قامت الدول أو الفئات الحاكمة بإنشاء أحزابها التي تمشل طموحاتها وأفكارها خلال مرحلة التحرر من الاستعمار؛ حيث تحولت الأخيرة لأحزاب حاكمة.
الوصول لحالة الاستقرار الحزبي بالأردن لن يكون عملية سهلة وسريعة، بل ستأخذ وقتا وجهدا، وسنشهد في البداية حالة من الازدحام الحزبي، ولكن الأحزاب التي ستنجح في الوصول والاستمرار سيكون عددها قليلا.
من المتوقع، مع نهاية العام، أن يتجاوز عدد الأحزاب المشكلة سبعين حزبا، بما فيها الأحزاب القائمة حاليا، وهذه حالة صحية. بعد الإعلان عن خطة التحديث، سارعت العديد من النخب السياسية والاجتماعية والأكاديمية وغيرها من الشروع بالتكتلات لإنشاء أحزاب سياسية والبعض منها قد تم الإعلان عنه بالفعل.
ردة الفعل الأولية كانت قاسية ونقدية جدا من قبل العديد من الأوساط السياسية والاجتماعية والشعبية للأحزاب التي تم الإعلان عنها. قد تكون ردة الفعل الرافضة والمشككة ناجمة عن انعدام ثقة مزدوجة نحو الأحزاب السياسية بشكل عام وعن بعض الأشخاص الذين يمثلون هذه الأحزاب لأن جزءا منهم خدموا أو ما يزالون يخدمون بمواقع مختلفة في الحياة السياسية، وبالتالي هي تقييم لأدائهم وتاريخهم. بالرغم من أن الانتقادات لها ما يبررها بنظر الكثيرين، إلا أنه لا يمكن حرمانهم من حقهم في تشكيل الأحزاب والحكم النهائي سيكون للناخبين.
عدد كبير من أعضاء المجلس التشريعي الحاليين والسابقين والوزراء السابقين سوف يسعون لتشكيل أحزاب سياسية من باب الحرص على المحافظة على مكاسبهم ومواقعهم الحالية أو كمحاولة للعودة للسلطة التنفيذية، ولكن الشعور بسهولة تشكيل هذه الأحزاب قد يكون مرده أحد عاملين؛ الأول الفهم الخاطئ لمفهوم الأحزاب البرامجية، حيث يظن البعض أنها مسألة تقنية يمكن أن يكتبها خبراء وعادة ما تشمل عموميات أقرب للإنشاء منها لبرامج سياسية وتجمع عددا من الأصدقاء والمعارف حولها.
الأمر الثاني اعتقاد هذه المجموعات أنها فعلا دخلت نادي النخبة السياسية، علما أن بعضهم قد جاء لهذه المواقع لأسباب لا تمت للسياسة لا من قريب أو بعيد.
كل الأحزاب السياسية في الدول الديمقراطية هي برامجية، ولكنها منبثقة عن فكر وفلسفة سياسية تقوم على مبادئ معلنة؛ حيث تأتي البرامج لتعكس هذه البرامج أو الأفكار وبمرونة متجددة. المبادئ والأفكار هي ما يجمع الناس حول الأحزاب وليس فقط البرامج.
التحدي الأكبر أمام الأحزاب السياسية القائمة وتلك التي قيد التشكل هو إيجاد الأطر الفكرية المشتركة والمبادئ التي تؤمن بها وتروج لها وتدافع عنها. لذلك فإن نضوج التجربة الحزبية سياسيا وفكريا يحتاج لوقت طويل ولن يكون مخاضا سهلا.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي