الثلاثاء 30-04-2024
الوكيل الاخباري
 

مين إللي عليه الدور..؟



 زمان ..وليس زماناً بعيداً ..كانت تحدث جريمة كل اسبوعين أو حتى كل شهر ؛ و تظل تشغل الرأي العام أشهراً بكل تطوراتها و تفاصيلها و تتناقلها الألسن و تتعدّى المحيط المحلّي إلى المحيط العربي ..!اضافة اعلان

الآن ..تفتح المواقع الاخبارية ..هناك جريمة حدثت قبل قليل ..و بعد ساعتين تفتح ؛ هناك جريمة أخرى حدثت الآن ..و تفتح بعد ثلاث أربع ساعات أخرى و تجد جريمة ستحدث بعد قليل ..!!
كل يوم لا يخلو من جرائم ..وكلّها ما عادت تعلق بالذاكرة ..لم نعد نتوقف عندها كثيراً ..بل لم نعد نستطيع العد ..نقرأ الخبر : نحوقل ..نجكجك ..نقول : شو صاير للناس و نمضي إلى خبر آخر ..!!

زمان ..كانت الجريمة (محرزة) و اعتذر لهذا التعبير فمهما كان فلا تبرير لأية جريمة ؛ ولكن ما قصدته أن الجريمة لها أسبابها القوية و أركانها العملاقة و فيها بعد عميق و فيها أكشن حقيقي يسبق التنفيذ أو لحظة الذروة ..الآن ؛ من الممكن أي جلسة أن تتحوّل إلى جريمة ..من الممكن أن يجلس صديقان يشربان الشاي و تنتهي باختلاط دم أحدهما بالشاي ..! الآن من الممكن أن تقف على الإشارة و قبل أن تفتح ؛ تذهب روحك للسماء ..الآن ؛ من الممكن أن يسأل الزوج زوجته : وين كنت ؟؟ وعندما تنتهي من جملة : عند أهلي ..تكون عند ربها مضرجة بدمائها ..الآن من الممكن أن تكون في آخر طابور الخبز و تصبح الأول في طابور الموت ..الآن من الممكن أن تقول لابنك : سيببك من الدخان فيجعلك ( تسيب) كل أدوات الحياة ..! الآن من الممكن أن يحدث أي شيء لأي شيء ..لا تعرف متى تعيش و متى تموت ..الآن أنت مشروع جريمة تمشي على الأرض ..فأنت إمّا القاتل أو القتيل ..!

الآن لم تعد كل هذه الجرائم اليوميّة تشغل الرأي العام ..ولا تشغل إلا أصحابها فقط ..أمّا الرأي العام فمشغول جدّاً بدوره على قائمة الجريمة القادمة المُحتملة ..الدور الدور ؛ مين يا اللي عليه الدور ..!!