الثلاثاء 19-03-2024
الوكيل الاخباري
 

هل سيسقط النظام الإيراني؟



ذهب البعض أن مواجهات إيران الإقليمية وصدامها المهين مع الولايات المتحدة أعطتها قوة للتعامل مع الاحتجاجات داخل إيران وفي العراق أيضاً، وذلك على طريقة نظرية “الالتفاف حول العلم” التي تقول أن الشعب سيلتف حول دولته وعلمه وقيادته في حال تعرض لهجوم خارجي حتى لو كان هناك خلافات داخلية تعصف بالدولة، فالخلافات تؤجل الى حين مواجهة العدوان الخارجي. عديد من الاحداث التاريخية تثبت صحة هذه النظرية، لكن لا يبدو أن هذا هو الحال في إيران والعراق، حيث يستمر شعبا هذين البلدين بالانتفاض ضد الفساد والظلم وسوء الحال بالرغم من الاحداث الخارجية التي تواجهها إيران. يبدو أن أدوات إيران في الاحكام والسيطرة وبيع قدسية مواجهة الشيطان الاعظم قد استنفدت مصداقيتها، ويبدو أن ناسهم سئموا الكذب والتأدلج الديني واللعب على وتر الطائفية البغيضة لأغراض تحقيق الانضباط السياسي.اضافة اعلان


لا يُعرف بعد اذا ما كانت الانتفاضات الايرانية والعراقية سوف تؤتي أكلها، أو انها ستحقق للشعبين مرادهما المعيشي والسياسي، ومن المبكر جدا الحديث عن تغيير للنظام فقد رأينا تجارب شبيهة بإيران بل وأشد حدة لم يتمخض عنها شيء يذكر وما عاد أحد يتذكرها. النظام الايراني دموي ثوري قتل مئات الآلاف من أبناء شعبه خدمة لعيون الثورة الاسلامية واستمرارها، وأحيانا بتهم النفاق الذي لا يعلمه الا الله! هذا نظام لن يرحل قبل أن تسيل الدماء بغزارة، لذلك فمن الحكمة التروي في التعامل مع ما يحدث، والأفضل ان لا تتدخل الدول بطريقة مباشرة على غرار ما يفعل الرئيس الاميركي من خلال تغريداته فهي غير مفيدة ومضرة للمتظاهرين ومسعاهم، تضعف من عدالة ووطنية نشاطهم السياسي.

هذا لا يعني بحال من الاحوال عدم التدخل اللامباشر وبطرق عديدة، بل إن المنطق يقول أن يتم استخدام اسلوب إيران التدخلي في الدول ليتم فعل الشيء نفسه مع إيران، ام انه حرام على غيرها حلال لها. ما يحدث في إيران ليس شأناً داخلياً لأن إيران ليست دولة طبيعية تحترم مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول، لكن هذا التدخل يجب ان يتم بطريقة مدروسة لا تضعف حق الايرانيين بمطالباتهم، ولا تنال مع عدالة قضيتهم. إيران تنفق مليارات لكي تتدخل علناً وسراً في دول الاقليم، وتنشئ الاحزاب وترسل القوات وتؤجج الانقسام الطائفي وتدعم المعارضة في الدول التي تريد زعزعة الاستقرار فيها، فلماذا تتكتف الدول وتنعزل وتلتزم بعدم التدخل بشؤون إيران الداخلية. الارجح ان هناك تدخلا يحصل الآن من قبل الدول التي ترى بإيران تهديداً لها، والمؤكد أنه سري غير معلن، وهذا حق سياسي وأمني مشروع للوقوف بوجه نظام طائفي يسعى لنشر ثورته، فحجم الفائدة لا يضاهى اذا ما غدت إيران دولة طبيعية تساهم في استقرار الاقليم وازدهار شعوبه لا بث الفوضى والشر.