الخميس 02-05-2024
الوكيل الاخباري
 

وبالكبرياء تُقاوم فلسطينُ أيضاً



يقول الشاعر محمد مهدي الجواهري في رائعته الخالدة «جراح فلسطين»:

يا أُمّةً لخصومِ ضدّها احتكمتْ...كيف ارتضيتِ خصيماً ظالماً حَكَمااضافة اعلان


لا تطلبي من يدِ الجبّارِ مرحمةً .. ضعي على هامةٍ جبّارةٍ قَدَما

بالمدفع استشهدي إن كنتِ ناطقةً.. أو رُمتِ أن تُسمعي من يشتكي الصَّمَما

تلاثةُ أبياتٍ من الشعر تختصر حكاية فلسطين كلّها..فالذين ينتظرون بأمريكا والدول الكبرى يعلمون أن أمريكا خصم والصهاينة في حضنها؛ ولا يجوز عقلاً أن يصبح الخصم هو القاضي لأنه الجلّاد..فاتركونا من لعب الصغار..القاضي في هذه الحالة لا يغيّر حكمه إلّا بالعين الحمراء؛ لا بالتسول منه أو التوسّل له؛ بل بالمقاومة..بالجيوش..بوضع أقدامنا على رؤوس الجبابرة..بالمدافع التي لا نراها إلاّ بالاستعراضات العسكرية..بجعل الذي يصعّر لنا خدّه ولا يرانا في عينيه؛ يفنجل عينيه وينزل على ركبتيه ليستمع لنا جيدا ويحسب لنا ألف حساب..! أعلم أن هذا الكلام لا يعجب ساسة ومشتغلين بها ويعتبرونه نوعاً من الشطط و كلاماً عاطفيّاً..لكن نظرية ( اللي خايف عليه قاعد عليه) في المواجهات والحروب يكون لها فاعلية كبيرة ونحن الآن في وضع خسرنا فيه كلّ شيء ولم يبقَ لنا ولأجيالنا الصاعدة إلاّ المقاومة والكبرياء..والمقاومة تجرّ مقاومات..والكبرياء يصنع المعجزات..!

وتذكّر الشاعر إبراهيم طوقان عندما قال:

وطنٌ يُباعُ ويُشترى

وتصيحُ فليحيَ الوطنْ

لو كنتَ تبغي خيْرَهُ

لبذلتَ من دمِك الثمنْ