السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

يا خضيرا ويا ملوخية



مؤسسة الزواج هي المؤسسة الأكثر إشكالية منذ بداية التزاوج البشري، ربما لأنها مبنية على علاقة ملتبسة بين اثنين، أقول ملتبسة لأنها حائرة بين الواحب الإنساني الذي يحتم التزاوج المنظم من أجل بناء المجتمعات السليمة، وبين صراع الارادة بين الذكر والأنثى، نعم صراع الإرادة، إذ رغم التفوق الذكوري الواضح في مجال تحقيق الذات على حساب الآخر في هذه العلاقة، إلا أن الآخر لا يستسلم ويعبر عن إرادته بأساليب متنوعة وغير واضحة للطرف السائد نظريا.اضافة اعلان


المرحوم سقراط حل هذه الإشكالية بأن نصح تلاميذه ومريديه أن يتزوجوا، فأذا كانت الزوجة صالحة فإن الإنسان يسعد في حياته، أما إذا كانت طالحة ونكدة فإن المريد ينجح في أن يصبح فيلسوفا، وعلى الحالين هو ربحان.

وقد نقل التاريخ لنا أقوالا شبه متناقضة لسقراط، ولا نعرف إذا كان هو القائل أم تم تحميله وزر هذه الأقوال، لأن أزواجا ضعاف الشخصية قالوها دون أن يمتلكوا الجرأة في الاعتراف بذلك، فلبّسوها إلى أخينا سقراط. ومنها قول سقراط: «الشبان الذين يتهافتون على الزواج، كالسمك الذي يسبح حول شبكة الصياد، إنه يتهافت عليها في حين أن السمك العالق بها يتخبط دون جدوى للتخلص منها.

مدام دي ريو تقول: «إذا لم يكن الزواج موفقا، فمعظم اللوم يقع على عاتق الرجل، إذ قلما تكون المرأة صاحبة الخيار»... وهو قول صحيح نسبيا، فيما تقول مدام سكوري بسخرية انتقامية من الرجل، تقول: «على الرجل أن يفتح عينيه جيدا قبل الزواج، وأن يغمضهما نصف إغماضة بعده»، أما مدام دي ستايل، الخبيرة بألأعيب نساء طبقتها من نساء النبلاء قبل الثورة الفرنسية، فتقول: «أنا سعيدة لأني لم أخلق رجلا، ولو خلقت رجلا لاضطررت الى الزواج من إمرأة».

تقول حكمة - على الأغلب من صنع امرأة فاضلة -، «الزوجة معشوقة الرجل في صباه، ورفيقته في رجولته، وممرضته في الشيخوخة». فيما تقول حكمة ثانية أقل تفاؤلا بكثير: «الناس يولدون أحرارا ومتساوين، لكن بعضهم يتزوج». فيما ذكر الكاتب الساخر ومؤلف قصص الأطفال لافونتين عبارة مفرطة في السخرية، تقول: «إياك أن تتزوج، عش عازبا، ثم إنصح أبناءك بذلك»، وهي عبارة توجز هذه الحيرة البشرية في موضوع الزواج، لكنها لا تصل إلى الحل، ولن نصل الى الحل أبدا.

ويا خضيرا ويا ملوخيّة