السبت 04-05-2024
الوكيل الاخباري
 

يوسف أبو لوز



هذا مقتطف مما كتبه الشاعر يوسف ابو لوز في صحيفة الخليج الإماراتية عن ذكرياتي التي نشرتها الدستور في رمضان الماضي.اضافة اعلان

وهي كتابة وجدتها غاية في العمق والجمال والثراء، فآثرت ان اضعها تحت انتظاركم.

(يروي الكاتب الحاضر، والوزير السابق محمد داودية في مذكرات له غنية بالحياة والمعنى والدلالات الاجتماعية والثقافية والوطنية أن رجلاً يدعى «عوض» دعاه مع أصدقاء إلى عشاء في مضارب أهله. يقول داودية: إن الرجل قدّم لهم طبقاً فوقه خروف مقطّع إلى أربع أو خمس قطع فوق طبقات من خبز «الشراك» المشرّب باللبن والسمن البلدي.
ويقول داودية: ما إن جلسنا حول الطبق حتى سارع الرجل المضيف إلى إطفاء السراج المعلّق على واسط الخيمة، وغاب.
لماذا أطفأ الرجل السراج؟ يقول داودية بلغته السردية الوصفية الحميمة: «عرفت أن المقصود من إطفاء السراج هو أن نأكل بأقصى قدر من حرّيتنا بلا خجل ...».

بنى جابرييل جارسيا ماركيز مجده الروائي من خلال حكايات جدّه وجدّته، وهما بدورهما لم يخترعا تلك الحكايات، بل هي حكايات ناس يشبهون «عوض» رجل السراج، «إدواردو غاليانو» أيضاً في «المعانقات» بشكل خاص هو صيّاد حكايات من الحياة، وليس من خزانة كتب.
وكان بورخيس قاص متاهات وحيوات، وليس قاص مخيلة وتأليف، وكان حنا مينة بحاراً أو رجل بحر كتب رواياته، وهو يعدّ أكياس الحنطة في المرافئ، ولولا الحارة المصرية، القاهرية تحديداً، والتي فيها أشخاص يشبهون «عوض» أيضاً، لما حجز صاحب «الحرافيش» له مقعداً في نادي نوبل.

إبحث دائماً عن الأمكنة التي بلا مكياج. إبحث عن تلك الأمكنة التي تصحو مبكراً وهي جميلة.

سكّان البادية يصحون مبكراً، وإذا عزموا ضيفاً على طعام.. أطفأوا السراج).

يبدو أنني انحاز مع الشاعر يوسف ابو لوز ومع الدكتور عادل الاسطة إلى ما في الحياة من أحداث زاخرة ماهرة ماكرة، هي في الواقع أكبر واصدق معلم.

وبالطبع، لا احد يصادر حق أحد في كتابة ما يشاء، لكنني لا اجد حاجة البتة إلى الاختلاق والتخليق والزعم.