الأربعاء 15-05-2024
الوكيل الاخباري
 

"نتنياهو خطر ".. خلافات بكيان الاحتلال حول غزة وأزمة داخلية جديدة

17381967_0-0-862-486


الوكيل الإخباري - يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقادات حادة، حول الحرب على غزة وملف تحرير الأسرى من يد المقاومة الفلسطينية، وهو ما يُنذر باندلاع أزمة داخلية جديدة قد تهدد أركان الكيان المحتل.

اضافة اعلان


ومثّلت عملية "طوفان الأقصى" مفاجأة صادمة لداخل الاحتلال الإسرائيلي، ليس على المستوى العسكري والاستخباراتي فحسب، بل على المستوى السياسي.

وكتبت رويترز، في وصف العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، أنها أسوأ اختراق لدفاعات الاحتلال منذ حرب تشرين الأول عام 1973.


وتسقط المسؤولية السياسية كاملة على عاتق التحالف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، هذا ما تكشف عنه استطلاعات أخيرة، مشيرة إلى أن 80% من الإسرائيليين يُحمّلون رئيس الحكومة مسؤولية ضربة الـ7 تشرين الأول.


ويواجه نتنياهو موجة انتقادات واسعة، يزيد من وطأتها مطالبات عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين تخطى عددهم 213، بالإفراج عن ذويهم المحتجزين لدى المقاومة.


وتنذر هذه الوقائع بأزمة سياسية داخلية جديدة في داخل الكيان المحتل بعد أسابيع قليلة من "أزمة المحكمة العليا" التي شهدتها حكومة الاحتلال.


ومنذ 7 تشرين الأول، يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية موجة انتقادات واسعة، تزداد تعقيداً مع كل يوم يمر من الحرب التي شنَّها على غزة، وتطول هذه الانتقادات عدة ملفات شائكة، من تحمُّل المسؤولية في الهجوم، إلى مساعدة أهالي مستوطنات غلاف غزة، إلى ملف الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.


وفي تقرير حديث لها، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز، إن: "فشل نتنياهو في الاعتذار عمّا يعدّه الكثيرون أسوأ كارثة حلَّت منذ المحرقة أمرٌ يدعو للحيرة والاستغراب".


ونقلت الصحيفة عن مؤلف السيرة الذاتية لرئيس الوزراء الإسرائيلي أنشيل فيفر، إن "نتنياهو وقح جداً نه يدرك تماماً أن هذه هي أكبر مأساة في تاريخ إسرائيل ومسيرته السياسية، لكن ّالاعتذار في نظره هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة، وهو لا ينوي الاستقالة".


وكتب المحامي والحقوق الإسرائيلي إيتاي ماك، في مقال نشرته صحيفة هآرتس، أن "نتنياهو يمثل خطراً وجودياً على إسرائيل"، وأرجع ماك الهجوم الذي تعرضت له مستوطنات غلاف غزة، إلى السياسات اليمينية المتطرفة لرئيس الحكومة وائتلافه، وتجييش المستوطنين لارتكاب انتهاكات ضد عرب أراضي 1948 والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية.


وأردف الحقوقي الإسرائيلي بأن نتنياهو يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل في حال كانت خسائر حربه كبيرة، أو ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أرقام فلكية، وذلك ما سيتسبب في التفكك من الداخل، لأن "الجرائم الجسيمة ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة لا يمكن أن تؤدي فقط إلى عدد لا يُحصى من القتلى الفلسطينيين في غزة، بل إلى النهاية السياسية والأخلاقية لإسرائيل نفسها".


من ناحية أخرى، ترتفع أصوات سكان مستوطنات غلاف غزة في وجه الحكومة الإسرائيلية، وفي رسالة كتبها رئيس بلدية مستوطنة نتيفوت، احتجَّ على نتنياهو بالقول: "الدولة تشرع في خطة طوارئ اقتصادية، بما في ذلك تقديم المنح للمستوطنات المحيطة، سكان نتيفوت لا يتلقون أي مساعدة خاصة، ويعاقَبون إذا ما طلبوا هذا الأمر مثل المستوطنات في المركز".


وفي وقت سابق، هددت أسر الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، بالاحتجاج من أجل عمل الحكومة على إطلاق سراح مفقوديها في أسرع وقت، كما سبق أن اجتمع الأهالي بالرئيس إسحاق هرتسوغ، غير أن هذا لم يمنعهم من التظاهر أمام الإقامة الرئاسية، متهمين الحكومة بعدم الاستجابة لمطلبهم.

من ناحية أخرى، يواجه نتنياهو أزمة ثقة مع الجيش، وهو ما ظهر في الزيارات التفقدية التي قادها رئيس الحكومة لعدد من تشكيلات قواته العسكرية، حين هاجمه الجنود محمِّلين إياه مسؤولية الهجوم المباغت.


واضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إلغاء كلمة كان مقرراً أن يلقيها على الجنود بمركز عسكري في مستوطنات غلاف غزة، ذلك بعد أن تعرض لصِدام مع أحد الضباط، الذي شتمه ووصفه بالكاذب.


وفي تقرير لها، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن أن نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، وأن الحكومة الإسرائيلية اليوم تجد صعوبة في التوصل إلى قرارات بشأن التدخل البري في غزة.


وأضافت الصحيفة أن أزمة الثقة بين الجيش ورئيس الحكومة تشكل ضرراً آخر لما تسببت فيه عملية "طوفان الأقصى" داخل إسرائيل، ما يجعل من الصعب للغاية التركيز على الحرب واتخاذ القرارات.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو منع اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية في الشمال، على الرغم من توصية الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع بتنفيذها، وحسب شهادات مسؤولين سياسيين وعسكريين فإن الحكومة أصبحت الحلقة الضعيفة في اتخاذ القرارات الواجب اتخاذها. TRT