اضطرابات شركة تسلا التحديات التشغيلية والمعارك القانونية وتقلبات السوق

الوكيل الاخباري - واجهت شركة تسلا أسابيع يمكن وصفها بالصعبة بعدما انخفضت أسهمها بشكل قوي وسط توالي سلسلة من التطورات التي أثرت على عملياتها ومعنويات المستثمرين. حيث تعدد الاضطرابات من المشاكل التشغيلية في ألمانيا، لتراجع المبيعات في الصين، في وقت أعلنت الشركة عن رفع سعر بعض من طرازتها في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الأمر الذي دفع الكثير محللين الأسواق المالية في المؤسسات المالية العالمية، وحتى أصحاب قنوات التليجرام مع أفضل التوصيات المجانية إلى الحث على بيع أسهم الشركة ولو بشكل مؤقت. يأتي ذلك في وقت تسجل فيه المؤشرات الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية موجه قوية من الارتفاعات بقيادة أسهم شركات التكنولوجيا. 

زاد من تفاقم مشاكل تيسلا، ظهور مشاكل قانونية فيما يتعلق بخطة تعويضات الرئيس التنفيذي إيلون ماسك. وطالب المحامون الذين يمثلون المساهمين الذين يسعون إلى إبطال حزمة تعويضات ماسك البالغة 56 مليار دولار، بما يقرب من 6 مليارات دولار من أسهم الشركة، مما يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين للمستثمرين.

تراجع مبيعات تسلا في الصين ورفع سعر طراز واي (Y) في الولايات المتحدة وأوروبا

كان الدافع الأول من توصيات بيع سهم تسلا القلق الأكبر من الصين، حيث تلقت مبيعات تيسلا ضربة كبيرة. وفقًا لجمعية سيارات الركاب الصينية (CPCA)، باعت شركة السيارات الكهربائية العملاقة 60365 سيارة كهربائية في فبراير، وهو ما يمثل انخفاضًا مثيرًا للقلق بنسبة 19 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتزامن هذا الانخفاض في المبيعات مع تباطؤ أوسع في استهلاك السيارات خلال عطلة عيد الربيع، مما أثر على الصناعة بأكملها.

من جانبها في محاولة لتحفيز المبيعات، قامت تسلا بتعديل استراتيجية التسعير الخاصة بها، حيث قدمت إعانات التأمين والخصومات على نماذج معينة. وعلى الرغم من هذه التدابير، فإن انخفاض المبيعات يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الشركة في أحد أسواقها الرئيسية.
في غضون ذلك زاد إعلان شركة تيسلا عن زيادات في أسعار سياراتها من طراز واي (Y) في كل من الولايات المتحدة وأوروبا من أمورها تعقيدًا. في الولايات المتحدة، شهدت أسعار الطراز واي تعديلاً تصاعديًا، حيث أصبح سعر الطراز العادي الآن 43.990 دولارًا أمريكيًا، ارتفاعًا من 42.990 دولارًا أمريكيًا. وبالمثل، ارتفع سعر الطراز (Y Long Range) إلى 48,990 دولارًا أمريكيًا من 47,990 دولارًا أمريكيًا.

لم يقتصر رفع تلك الأسعار في الولايات المتحدة فقط فقد امتدت القرار إلى أوروبا، حيث كشفت تسلا عن نيتها رفع أسعار نفس الطراز بنحو 2000 يورو في مختلف البلدان. ومن المقرر أن تدخل هذه الزيادات في الأسعار حيز التنفيذ في 22 مارس، مما يزيد من الضغط على مكانة تيسلا في السوق التنافسية.

هجوم من جماعة يسارية متطرفة على مصنع تسلا في ألمانيا
ولان المصائب لا تأتي فرادى شهد مصنع تيسلا بالقرب من برلين في ألمانيا انقطاع في الكهرباء لعدة أيام متتالية بعد حريق متعمد على مصدر طاقة المصنع. وأدى الحادث إلى إجلاء الآلاف من موظفي تسلا من مصنع غرونهايد بالقرب من برلين. وتم إرسال فرق إبطال مفعول القنابل إلى مكان الحادث.

كانت مجموعة فولكانو اليسارية المتطرفة قد أعلنت مسؤوليتها عنه، مشيرة إلى معارضتها للتأثير البيئي لشركة تسلا. واتهمت المجموعة شركة تسلا باستهلاك موارد الأرض وإنتاج مركبات تضر بالبيئة. وقع الهجوم وسط الاحتجاجات المستمرة التي بدأها نشطاء البيئة الذين يعارضون خطط توسعة مصنع تسلا الضخم. وأثارت الاحتجاجات، التي بدأت في 28 فبراير تحت شعار "أوقفوا تسلا"، مخاوف بشأن التأثير البيئي لتوسعة المصنع.

لم يعطل إنتاج تيسلا فحسب، بل تسبب أيضًا في انقطاع التيار الكهربائي مما أثر على عشرات الآلاف من السكان. وتقوم سلطات إنفاذ القانون حتى الأن بالتحقيق في الحادث.  أدت شدة الأضرار إلى انقطاع أطول من المتوقع، حيث صرح متحدث باسم تسلا أن الإصلاحات تتم على نطاق واسع مما أدى إلى التأخير في عودة الكهرباء. ومن المتوقع أن يتجاوز الأثر المالي على الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية مئات الملايين من اليورو، مع توقع ارتفاع التكاليف مع تقدم الإصلاحات.

من جانبه انتقد الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، الهجوم، ووصفه بأنه يستهدف الكيان الخطأ. ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائه، قائلاً: "إن وقف إنتاج السيارات الكهربائية، بدلاً من مركبات الوقود الأحفوري، أمر غبي للغاية". بينما أكد وزير داخلية براندنبورغ مايكل شتوبجن أن ألمانيا ستتخذ إجراءات ضد المسؤولين بمجرد انتهاء التحقيقات الأولية. وسلط ستويبجن الضوء على الخطر الذي يمثله الهجوم، والذي ترك آلاف الأشخاص دون الخدمات الأساسية.

تراجعات قياسية لسهم عملاق صناعة السيارات الكهربائية
على صعيد التداولات، تأثر سعر السهم بشكل سلبي بتلك الاحداث المتتالية، حيث تراجع السعر في أقل من أربع أسابيع من مستويات 265 دولار للسهم، حتى 163 دولار مع اغلاق التداولات يوم الجمعة 15 مارس الماضي. 

 

اظهار أخبار متعلقة