.. أحداث سيناء وحرب العراق وسوريا!

حادث سيناء الموجع يؤكد أن الحسم العسكري لن يوقف الإرهاب.. قد يضعفه ولكن لن يوقفه!. وهذا ما أكد عليه جلالة الملك بنظره الثاقب، ورصده لكوارث الربيع العربي.اضافة اعلان

.. طبعاً فإن الوعظ والارشاد، مع أهمية دوره في تحصين النشء عن الوقوع في براثن الإرهاب لا يكفي أيضاً، فإن التوسل بالدين في تجنيد الآلاف للقيام بلعبة الدم لن يتوقف.. في تاريخنا فرق بدأت إرهابية قبل أكثر من ألف عام، وتحجّرت كتحجر الماموث، في طوائف اختارت الكمون كل هذه القرون حتى بُعثت من جديد!!.
كنا في الخمسينيات من القرن الماضي نتصوّر أن الغابات هي الحاضنة الطبيعية لحروب الغوار أي ما تعارفنا عليه بحروب التحرير. وكذلك كان تصوّر الأميركيين في حرب فيتنام فانتجت مختبراتهم مواد تسمم الشجر، وتنشّفه بحيث لا يكون غطاء لجيش التحرير الفيتنامي. لكن أحداث العراق، وبعدها شمال سيناء بينت أن الصحراء الجرداء، يمكن أن تكون حاضنة لعصابات الإرهاب، أو حتى لذلك النمط من حروب التحرير التي شهدنا انتصاراتها العظيمة في منتصف القرن الماضي. ونجح الإرهابيون في مالي في اجتياح جيشها لولا الاستعانة بالفرنسيين وسلاحهم الجوي، ونجحوا في ليبيا، وفي حروب تشاد والسودان التي لم تنته منذ سنوات طويلة!!.
خبراء مكافحة الإرهاب يقولون إن الاستخبارات هي العامل الأكثر فتكاً بالإرهاب. فمعرفة خطط، ومكامن، وإعداد، وتسليح وتمويل هذه المجموعات يجعلها أقرب إلى الاحتواء، وجرّها إلى العزل والتقتيل في مخططات أمنية محكمة، وعلى أيدي مقاتلين مدربين، ومسلحين بأسلحة فردية حديثة، ويمكن نقلهم بسرعة في طائرات هليوكبتر.
الجيوش البطيئة الحركة. والجيوش التي كانت مهماتها طوال سنين طويلة المرابطة عند نقاط التفتيش على الطرق: والقيام باستعراضات في احتفالات الأنظمة الديكتاتورية غير قادرة على مقاومة الإرهاب بكل أشكاله..إرهاب المدن، أو إرهاب السيطرة على الأرض والسكان فيما يشبه حرب الجيوش التي تحتاج السرعة والأسلحة الخفيفة، ونشر الرعب في الناس، ودفعهم إلى الهرب من المدن والقرى التي تجتاحها!!.
عندنا في الأردن، نعود دائماً إلى بلدنا، فإننا نملك، ومنذ زمن، المعرفة بالتنظيمات السرية، وأساليبها. وعندنا قوة القمع القادرة على سحقها!!.