لماذا أُرسل ولدي إلى الجامعات الأردنية ؟ هل ليعود لي يوما (مطخوخا ) أم مكسورا مجروحا أم ملفعا برداء الموت الأبيض ؟ لماذا أرسل فلذة كبدي ، أملي ورجائي، لكي يجد قاطع طريق أو متشردا لا يفهم معنى المدنية ، أو مريضا بالانغلاق والانكفاء يشهر (موسه) أو مسدسه، وكأنه في سهول (تكساس )؟ لماذا ارسل ولدي الذي ربيته بأهداب عيوني واجهدت نفسي من اجل أن أجده شابا يانعا يسمو ويرتقي بالمعرفة والحق ، وعنصرا منتجا لمجتمعه، أرسله لمتوحشين طبيعتهم الغابة لا الجامعة، السجن لا قاعات وساحات وحرم الجامعة .
هبط التعليم وانزلق، وهياكل الإدارات تتسابق على المناصب ، ونسوا واجبهم المقدس فضاع التعليم .
من حق كل أب وكل أم وكل أخ وأخت ان يخاف على أبنائهم في الجامعات الأردنية ، و يرتعبوا مما يجرى من سلوكيات لا علاقة لها بتاتاً بأخلاقيات وسلوكيات الطالب الجامعي المرسل لطلب العلم والمعرفة.
ماذا جرى ولماذا انقلبنا على أعقابنا ؟ أين اصبحنا بعدما كنا أنموذج المعرفة والالتزام والأخلاق ؟ لماذا تحولنا إلى مخلوقات لا تحكمنا إلا شريعة الغاب . غاب العقل والمنطق والصواب والرقي الذي من المفروض أن ينمو مع نمو المعرفة لتجدنا اليوم نعود للخلف بدل التقدم للأمام ! ماذا جرى بأخلاقيات المجتمع ولماذا عدنا إلى مضارب الجهل والتخلف والبعد عن المدنية ؟ أين هيبة الجامعات ، وجبروت الأساتذة ؟ ما الفائدة مما نقرأه ما دام لا يؤثر على مسلكيات صاحبه ؟
ما نشهده من عنف متكرر يشير إلى أن التعليم لم يعط النتائج الاجتماعية المرجوة من العملية التعليمية ، وأن النظريات التعليمية الحديثة باءت بالفشل ؛ لأنها تطبق في غير مكانها أو في غير مناخاتها المثالية المطلوبة .
أين المراجعات والتقييم والقوانين الجامعية الصارمة، التي يحسب لها الطالب ألف حساب ويعرف انه الخاسر الأكبر في أي سلوك غير قويم ؟ أين المراقبة الأمنية الحديثة ؟ لماذا نسامح في قضايا العنف وحياة الناس ؟ ما ذنب التعليم بل و آلاف الطلبة ليجازوا بتصرفات حفنة خارجة عن القانون؟
لماذا نصر على البقاء في إطار المجتمعات المغلقة التي لا تقبل إلا نفسها ؟ لماذا لم نتصرف ضمن إطار التقارب والألفة والتواصل والاحترام والتسامح والأخوة والمشاركة والتجميع لا التفريق ، كما هي سمات الرقي العشائري المعروف والمشهود ؟ ونسلك بسلوكها التوفيقي التسامحي المعروف بالأصول والأعراف.
اليوم الحرية أصبحت انفلاتا تضرر منها الفرد والأسرة والمجتمع وبدأت انعكاساتها السلبية تصيب الدولة وبنيتها الأساسية .
الطالب أو المواطن المثقل بالهموم المحبط في المشاهدات المتشائم من المستقبل عرضة لأن يكون منفعلا غير متزن يواجه الاستفزاز بالعنف، وبناء عليه لماذا لم تقدر إدارة الجامعة ذلك حتى تسمح بإقامة خيمة لكل محافظة أو منطقة ؟ لماذا تسمح بإدخال الأسلحة الى حرم الجامعة ؟ لماذا لم يرتدع الطالب من عواقب أي تصرف قد يفعله ؟ لماذا لا نحصر تفكير الطالب الجامعي ووقته بالمعرفة والتحصيل العلمي ؟ ونقلل أوقات الفراغ ونضع الحوافز التحصيلية بغير التعليم وبذل الجهد من اجل التحصيل ؟
أسئلة نوجهها لإدارات الجامعات التي نحملها كل أسباب العنف الذي يحصل ، قبل أن نرمي باللوم على المجتمع وهمومه وتحدياته وحالة الغربة واليأس الذي يصيب الناس ؟ فالمؤسسات التعليمية هي تربية قبل أن تكون تعليما، فأين خبرة الأساتذة وتوعيتهم وصداقاتهم للطلاب. أين هيبة المدرِّس وجدية كلامه كمصلح اجتماعي أكاديمي ؟ أين دور الأهل في تلقين أبنائهم غايات ذهابهم للجامعات ومعنى توفير المتطلبات المالية واللوجستية لهم ؟ لماذا لا يتابع الأهل سلوك أبنائهم وتحصيلهم على الدوام؟ أسئلة كثيرة برسم الإجابة تتحمل معانيها إدارات الجامعات أولا وأخيرا.
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو