يبدو أن وزاراتنا ومؤسساتنا ودوائرنا الحكومية أصبحت مسكونة بالاحتفالات وهذه الاحتفالات تقام بمناسبة وبغير مناسبة في أفخم الفنادق وعلى حساب موازنة الدولة التي تشكو من عجز دائم .
غدا الخميس ستحتفل وزارة السياحة بيوم السياحة الأردني ولا ندري من الذي قرر أن يكون للسياحة في الأردن يوم خاص بها ولماذا، فالسياحة الداخلية لا تحتاج إلى يوم سياحي ولا إلى احتفالات ومؤتمرات صحفية في فندق من فئة الخمس نجوم ، السياحة الداخلية تحتاج إلى بنية تحتية متينة وإلى تخفيض الأسعار من قبل أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية خصوصا في مدينة العقبة أو منطقة البحر الميت ، فالمواطن الأردني العادي يستطيع الذهاب إلى منطقة خارج الاردن لمدة أربعة أيام وينام في فندق من فئة الخمس نجوم مع كامل الوجبات وأجرة المواصلات بمائة دينار أو أقل بينما لا تكفي المائة دينار للنوم ليلة واحدة في أحد فنادق البحر الميت أو العقبة بدون الأكل أو المواصلات .
معظم المواطنين الأردنيين يفضلون الذهاب إلى منطقة شرم الشيخ أو طابا على أن يذهبوا إلى مدينة العقبة أو البحر الميت لأن الرحلتين إلى طابا وشرم الشيخ تكاليفهما أقل كثيرا من رحلتي العقبة والبحر الميت .
الجمعية الملكية لحماية الطبيعة أقامت مخيما في محمية عجلون لكن هل تعلمون ما هي الأسعار التي يتقاضونها عن النوم في خيمة لا يوجد بها أي متطلبات ولا حتى حمام بالقرب منها أربعة وخمسون دينارا عن الليلة الواحدة أما ليلة الشاليه الذي لا يوجد به سوى ابريق كهربائي فهي خمسة وسبعون دينارا فقط لا غير فعن أي سياحة داخلية يتحدثون وعن أي احتفالات بيوم السياحة الأردني وهل تشجيع السياحة الداخلية يحتاج إلى احتفالات ؟ .
قبل أن تندلع المشاكل في سوريا الشقيقة كانت الرحلة إلى دمشق ومعالمها السياحية تكلف حوالي مائة دينار إذا كان النوم في فندق خمس نجوم ولمدة ثلاثة أيام وكانت الرحلة إلى دمشق وطرطوس واللاذقية وراس البسيط وأماكن سياحية أخرى جميلة ولمدة خمسة أيام تكلف مائة وعشرين دينارا فهل يستطيع أي مواطن أن يذهب إلى العقبة أو البحر الميت بهذه المبالغ لليلة واحدة فقط ؟ .
معظم فنادق البتراء أغلقت أبوابها بسبب الخسائر أو قلة السواح وهذا الوضع متوقع لأن المواطن الأردني الذي زار مدينة البترا مرة أو مرتين لا يحب زيارتها مرة ثالثة بسبب أسعار الفنادق المرتفعة فلو خفض أصحاب الفنادق أسعارهم لتصبح أسعارا معقولة ومقبولة فسنذهب جميعا إلى هناك مرات عديدة .
السياحة أصبحت اليوم صناعة لها قواعدها وأعرافها أما سياحة الفزعات والاحتفالات فقد انتهت منذ زمن بعيد ولم يعد لها وجود والمطلوب من وزارة السياحة ومن هيئتها أن يتعاملوا مع السياحة كأنها صناعة وليست سياحة الفزعات .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو