الخميس 2024-12-12 07:28 م
 

.. التحرش بالخارج!

09:25 م


طارق مصاروة


.. ككل القضايا التي تبحث عن مبررات لتكبر وتتضخم، ظهرت قضية أحمد الجيزاوي المعتقل في مطار جدة بهذا الشكل الذي يهدد العلاقات المصرية – السعودية.اضافة اعلان

المظاهرات التي تحيط بسفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة، وتعتدي عليها بالأحذية، واللغة البذيئة لا يمكن أن تكون مظاهرات مصرية، يعرف أصحابها أن هناك 5ر2 مليون عامل مصري في السعودية، ويعرف أن هناك خمسين ألف سعودي يقيمون في مصر، وأن حجم المصالح المشتركة للبلدين ينوف على خمسين مليار دولار.
قد يكون هناك موقوفون مصريون في سجون السعودية، لكن معالجة هذه القضية تتم عن طريق سفارة مصر وقنصلياتها في السعودية، وليس بهذا النمط من البلطجة السياسية التي تسود الشارع المصري، وتتلبّس قضاياه المصيرية!!.
الدولة في مصر كما كل دول الربيع العربي، هشّة وغير قادرة على السيطرة في شوارعها، وتظاهرات شبابها، فهناك من يرفض قرارات المحاكم، ويتظاهر ضدها. وهناك من قبل بالجيش حامياً لثورة الربيع ثم انقلب على نفسه، ورفع شعار «يسقط حكم العسكر» وهناك فوضى في دوائر الحكم والدولة حتى حين يكون الهدف المعلن هو تسليم الحكم للمدنيين، ووضع دستور جديد وانتخاب رئيس جمهورية على ضوء صلاحياته في الدستور.
البحث في مصر عن أعداء «للثورة» في الداخل لم يعد يكفي على ما يبدو، وصار البحث في الخارج أيضاً.. في السعودية مثلا، والباحثون عن الحكم يشككون بالجيش ويشككون بالأحزاب الأخرى ويشككون بالعلاقة المصرية العربية، ويشككون بالاقتصاد الوطني ومساراته تحت شعار «الفساد ومكافحة الفساد» فهم لا يملكون برنامجا وطنيا للحكم الذي يريدون سوى الشعارات الدينية التي تحمل من التعميم والغموض أكثر ما تحمل من الدقة والوضوح.
استعداء السعودية هو جزء من خطة اختطاف الثورة، واختطاف الحكم، واختطاف مصر من دورها العربي، وهذا السيناريو جرى بعد ثورة أكتوبر، ومرَّ بادوار التحالف مع الجيش والتشكيك بالجيش، ومحاولة اغتيال عبدالناصر في الإسكندرية.
وقبل استعداء السعودية يتم استعداء الأردن خمس عشرة مرة بقطع الغاز المصري عن الوصول إليه فحجة وقف النفط المصري عن إسرائيل هي حجة واهية، ذلك أن الخط الذاهب شمالاً ذاهب إلى إسرائيل، والخط الذاهب شرقاً إلى خليج العقبة ذاهب إلى الأردن، ونسف الخطين قد يكون نتيجة خطأ لأوّل مرّة وثاني مرّة.. لكن تكراره خمس عشرة مرة لا يعني إلا استعداء الأردن.. بامساكه من اليد التي توجعه!!.
لا يكفي أن يتصل المشير طنطاوي بالعاهل السعودي لتنتهي الأزمة، فالمطلوب هو سيطرة الدولة المصرية على عناصر شغب لا تريد لمصر الخير والاستقرار والتقدم!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة