من لا يعترف بالضرر البالغ الذي تعرضت له الحكومة جراء المذكرة النيابية التي وقع عليها 87 نائبا وتطالب بحجب الثقة عنها، ولم تنجح في الوصول الى غاياتها، فهو لا يعرف ابجديات السياسة، ولا يقرأ دواوين الصالونات السياسية التي تزخر بها عمان الغربية.
المذكرة جاءت على عجل، صحيح، ووصلت التوقيعات عليها نسبة تسقط معها الحكومة تلقائيا، ولان الحكومة تترنح فانها استسلمت في البداية، لوقع المذكرة عليها كالصاعقة، لكنها بعد ذلك تركت الجميع لكي يتحمل مسؤوليته.
بعد ساعات تم تطويق ابعاد المذكرة، لكن الرسالة وصلت، وتبين ان طوق الحماية للحكومة قد تراجع، وظهرت الحكومة ضعيفة، عاجزة عن الدفاع عن ذاتها، بعد ان فهمت ان الرسالة ليست نيابية صرف، بل لديها من الداعمين من يستطيع ان يسقط الحكومة اذا اراد، ورغب.
المقربون من رئيس الحكومة والوزراء، ينقلون حجم الاحباط الذي اصاب الفريق الوزاري وخاصة الرئيس بعد المذكرة، التي لم يساهم الدكتور عبدالله النسور في اي جهد لسحبها، وترك الجهات الاخرى تتحمل مسؤولية ما قد يحدث اذا وصلت تداعيات المذكرة الى مديات اخرى، وخاصة لو سجلت على جدول اعمال مجلس النواب، وتم التصويت عليها، وتسببت في اسقاط الحكومة.
يعرف الرئيس تماما ان الظروف غير مناسبة لاسقاط الحكومة، ولا التفكير في اجراء تغيير وزاري، فهناك قرارات صعبة تنتظر التنفيذ، ولا تسمح الروزنامة الاردنية بتأجيل بعضها، او ترحيله الى حكومة جديدة، فالتفاهمات مع صندوق النقد والبنك الدوليين لا بد من الالتزام بها، ان كان بشخص النسور او اي رئيس مقبل، ولهذا يكفي ما تمت اضاعته من وقت في الاشهر الاخيرة، التي قضيناها في المشاورات النيابية والتكليف والتشكيل الوزاري، وجلسات الثقة الطويلة.
الحكومة بعد المذكرة، وحسب احد النواب المخضرمين، اصبحت 'فاقدة الهيبة'، ولم تعد تملك الوهج الذي حصلت عليه بعد الثقة المتواضعة من مجلس النواب.
ويبدو ان قضية هيبة الحكومة والدولة ايضا اصبحت مجال بحث في اجتماعات اعلى المستويات، لان التجاوز على القانون، والعنف في الشارع، وفي الجامعات على وجه الخصوص، اصبح ظاهرة لا يمكن تفهم ابعادها.
كما ان حسم قضية توزير النواب في غير اتجاه ما كان يرغب به النسور والكتل البرلمانية، كشف مدى قدرة الحكومة على ان تفعل كل ما تريد، او ان تدير ظهرها لملاحظات جهات اخرى لا تسمح ان تسير الامور بدون تحديد خط سيرها.
الاداء العام في البلاد مرتبك، وهناك تنازع في الصلاحيات، وتنافر بين الشخصيات، وهناك ايضا من ينتظر العثرات حتى يحقق مبتغاه.
وبالعربي الفصيح الحكومة الآن مرفوع عنها الغطاء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو