مالذي نحتاجه في الأردن ؟...ثمة خلل في العلاقه ما بين القوى الوطنية والإسلامية واليسارية ...ما بين البرلمان والقواعد الشعبيه , ما بين الحكومة والبرلمان , وما بين قوى المجتمع نفسها ...
الأمر يشبه إلى حد ما عملية السلام على المقبرة , فحين يتم دفن الميت يقوم الجميع (بمحاببة) اهل الميت وثمة عشوائية غريبة تحدث , ولا بد من حدوث أزمة سيارات وأحيانا تحدث إلتباسات في عملية تمثيل الميت ومن هو أولى بالوقوف للسلام ...
وفي بعض المرات , يحدث حزن مصطنع ...وقد يخرج خطيب لا احد يعرفه ويتحدث عن عذاب القبر عبر موعظة سريعة , ثم يغيب ولا يراه أحد ...ومن الممكن وفي حالات الشتاء ..أن يتم إختصار مراسم السلام , لأن الجميع غارق في الوحل .
وغالبا ما تشاهد مجموعة من الصبية جاءوا , للمقبرة ووقفوا على السور من أجل النظر فقط وهؤلاء ليس لهم علاقة بالحدث لأنهم سيكملون مباراة (الفطبول) بعد إنتهاء مراسم الدفن وفي الوقت المستقطع بين الشوطين قرروا مشاهدة الأمر .
لا أنسى سائق (البلنص) الذي قام بنقل المرحوم , وأصر على السلام والوقوف مع حجافل المعزين ... لا أنسى ايضا عاملا وافدا وقف وراء إبن المرحوم بإنتظار إنتهاء المراسم كي يأخذ أجرة حفر القبر ,وهو أيضا منسجم مع المشهد وغارق في الحزن ...ولكن ما يهمه في الأمر هو الاجرة .
وفي لجة الحدث , تسمع عملية لطع القبل على الخدود كم هائل من القبل , ونتيجة هذا الإندفاع الحماسي , تلاحظ أن خدود عائلة اهل الفقيد قد تورمت ...ويخرج أحد الفضوليين في محاولة منه لتصحيح الوضع ويصرخ على الناس قائلا :- (مصافحه يا اخوان مصافحه ...) في محاولة منه لتقديم موقف ومساعدة أهل الفقيد لكن أحدا لا يهتم لهذا النداء كونه مكررا وتافها وكون المراسم لا تتم من دون لطع البوس .
وتلحظ أيضا بعض العتب يشوبه فوضى , وبعد مغادرة الناس ..تجد على البوابة شخصا محترما بعباءة وشماغ وصبغة على الشوارب يتلفت يمينا ويسارا , وهذا الشخص نساه أبناء العمومة وغادروا ويبحث عن أحد من أجل إيصاله ...
لا أنسى أن شابا متحمسا , يصطف أيضا للسلام , وينسى هاتفه , وفجأة تصدر رنة عاليه جدا تلفت إنتباه المعزين وهي عبارة عن أغنية لنانسي عجرم تقول كلماتها :- (يا اااااااااا سحرعيونو ونظراتو أول ما أتئابلنا عين بعين ) وهذا يثير إستهجان الحضور مما يؤدي إلى إنسحاب فوري وشامل من مكان السلام لهذا الشاب.
المشهد السياسي في الأردن يشبه عملية السلام على المقبرة , فوضى وعدم إنسجام ونسيان لطرف على حساب اخر ...والمهم أننا دفنا وفاقنا الوطني وكل مضى إلى غايته وأخذنا واجب العزاء في تسامحنا وإتفاقنا وتفهمنا لبعض .
مالذي بقي كي يدفن ..بعد أن دفنا اشياء كثيرة ؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو