الأحد 2024-12-15 04:46 ص
 

اليوم يومكم أيها الأردنيون !

08:10 ص

على أهميتها فإن المهم هو ما بعد إنتخابات اليوم فإذا إكتفينا بأن نسمي ما سيجري «العرس الديموقراطي» ثم «تعود حليمة إلى عادتها القديمة» فكأنك يا أبا زيد ما غزيت وعندها فإن الأفضل أن نطوي هذه الصفحة نهائياً وأن نبقى على ما كنا عليه لأنَّ من عادة الأردنيين الإصرار على أن مرجعيتهم هي «المقامات العليا» وحتى وإن كان بالإمكان قضاء حاجاتهم عند محافظ منطقتهم أو عند مختار قريتهم أو عند «طوّاف» ناحيتهم إذا كانت المسألة التي يريدها أحدهم تتعلق بالأمور «الحرجية».اضافة اعلان


اليوم يوم جميل وعظيم لكن المهم أن يشكل انتقالة نوعية على الصعيد الإداري وعلى أساس ألا تبقى العاصمة عمان هي مرجعية كل شيء وكل صغيرة وكبيرة وحيث أن هذا هو ما يسمى عند ذوي الأكف الناعمة والطرية «البيروقراطية» وأنه تبديد للأموال وإضاعة للوقت وإشغال ليس ضرورياًّ لأجهزة الدولة وإرباك لحركة السير أكثر مما هي مربكة وإزدحامات في الشوارع والأرصفة وإستمرار لحوادث الطرق التي وللأسف قد وصلت إلى أرقام فلكية ويتمت ألوف الأطفال وهم في أعمار الورود وحولت العديد من النساء الأردنيات إلى أرامل يقضين ما تبقى من أعمارهن في الحسرة والبكاء ومد أيديهن للأهل والأقارب وربما أيضاً لعابر السبيل.

إنه غير صحيح أنه أريد بهذه الإنتخابات وبـ «اللامركزية» إشغال الأردنيين بقضايا جانبية وإلهاؤهم بعيداً عن القضايا الرئيسية و»كفِّ شرهم» عن الحكومات ومن بينها حكومة صديقنا العزيز (أبو فوزي) نرجو الله أن يجنبه عثرات الزمان وأن يبعد عنه ألسنة «أصدقائه» وذلك لأنَّ «الذين تعرفونهم»!! كفيلون باعدائه .. ويشهد الله أنني لا أغمز ولا ألمز «وويل لكل همزةٍ لمزة» .

اليوم من المفترض أن نضع بلدنا، الأردن الحبيب، على بداية طريق صحيح وعلينا كلنا الإنسان البسيط، الذي حالته كحالتي، ومن هو في مواقع المسؤولية أن نتعامل مع هذا المُستجد بمنتهى الجدية وأن ندرك منذ هذا الصباح أننا إذا فشلنا، لا سمح الله، فإننا لا نستحق هذا الوطن الجميل الذي حفر الأجداد والآباء المؤسسون صوانه بأظافرهم من أجل أن يصبح على ما هو عليه وحيث غدا الطليعيُّ في مستوى التعليم والطليعيُّ في إنتاج الكفاءات والطليعيُّ في إعطاء الجنود الشجعان والطليعيُّ في تقديم الشهداء والطليعيُّ في الحرص على القضايا العربية والطليعيُّ أيضاً في وضع قضية فلسطين في القلب وفي مقلة العين.

علينا أن نتعامل مع هذه التجربة الرائدة العظيمة بكل جدية وأن نسلمها لأبنائنا وأحفادنا بكل أمانة بعد أن نرفع مداميكها لتصبح صرحاً تلامس هامته غيوم السماء وأعلى، وعلينا أن نتصدى لكل «مُعطِّلٍ» ولكل من لا يزال في عقلية «القناوي» و»هوشات البيادر» و»تعرف مع مين تحكي»!! ويقيناً أننا أمام إمتحان كبير علينا أن نتجاوزه بنجاح فعلي وحقيقي... إن الكرة، بدءاً بهذا اليوم العظيم، أصبحت في ملعب الأردنيين وإنَّ عليهم أن يكونوا أهلا للمسؤولية بينما يرون كل هذه الويلات المدمرة التي تعصف بما حولهم وبينما زودتنا تجاربنا الطويلة وعلى مدى أكثر من قرن كامل بالإيمان الراسخ بضرورة أن نعض على وحدتنا بالنواجذ وأن نحرص على نظامنا.. نعم على نظامنا حرصنا على حبات عيوننا وأن نحتكم ودائماً وأبداً إلى أن هذا التراب الذي كل ذرة منه مقدسة هو أغلى ما نملك.. واليوم يومكم أيها الأردنيون.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة