من أفضل الحِكَم التي تعلمناها أيام زمان مقولة» على قد فراشك مد رجليك». وكأن قائل العبارة كان يُدرك ما ستؤول اليه حياتنا، وتحديدا في هذه الأيام التي بدانا نشعر ، ربما أكثر من السابق بضرورة «شدّ الأحزمة»، وأن نمد رجلينا فقط على قد فراشنا.
ولستُ هنا بصدد جلد الذات، وتحديدا « ذات الماضي السحيق»، حتى لا أُتّهم أنني ما بصدق الاقي «جنازة عشان أشبع فيها لطم». لكن ما باليد حيلة . وسأبدأ كموطن بنفسي وانا واحد من قلائل يمارسون «الترشيد» وليس البُخل قبل قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية. لسبب بسيط ، أنني أعرف ظروفي جيدا ، وأعمل بطريقة « لا يحك جلدك مثل ظفرك».
وأُحاول أن أزرع هذه القناعات لدى أولادي، هذا إن استطعت الى ذلك سبيلا.
منذ أسبوع فقط ، بدأنا بتشغيل « الصوبة» الحمرا ـ ما غيرها ـ. وقررنا مضطرين الى اتباع تعليمات السيدة زوجتي، بعدم «إشعال الصوبة « سوى في ساعات المساء المتأخرة، عندما يكون البرد على أشدّه.
وفي أول «مغامرة»، لي بعد رفع أسعار المحروقات التي «أحرقت جيوبنا «، ذهبتُ الى محطة وقود وكان يجلس في ركن « الكاز» خمسة رجال أشدّاء، كانوا منبطحين على الأرض ، يثرثرون، وحين اوقفت سيارتي بجوارهم، لم يتحركوا، وحين ظهر «جلن الكاز» في يدي، صاح احدهم «ما فيش كاز». قلت: خمسة رجال ولا يوجد كاز. رد أحدهم: هوّ كده.
بلعتُ « غضبي» واستحضرتُ « وقاري»، وقلت: شو ذنبهم اذا ما كان في كاز.همّ الحكومة؟
وسارعت الى « محطة» ثانية وووجدت الرجل سعيدا فأدركتُ أن طلبي موجود. قال : بكااام؟
قلت: زي كل مرة ب عشرة.
وكنت أظن أنني لن أستطيع حمل «الجلن»، فانا قد ملأته بعشرة دنانير. وبالتالي لا اريد مخالفة تعليمات الطبيب بعدم «شيل» أشياء ثقيلة مراعاة لمشكلة» الدسك» وأمراض العمود الفقري.
لكنني لقيت الأمور أسهل مما توقعت، فالكمية قليلة، والاهم من ذلك ، انها تناسب قدرتي على « الحَمل والشيل». يعني «قضا أخف من قضا».
كنتُ فرحا وانا أعبر الشارع نحو سيارتي، وصارت المقارنة بين وجود كاز، وعدم وجوده.
وهذا ما تفعله الحكومة، حين تُخيّرك بين امرين أحلاهما .. كازُ !!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو