الأربعاء 2024-12-11 10:49 م
 

عندما مات أبي قبل سنة

07:26 ص

تماما كما حدث قبل سنة
مع الفارق،ان السماء وهبتنا في ذلك اليوم الكثير الكثير من المطر.
كنتُ في الطريق اليك،وكانت قطرات الماء تسابق خطواتي.اضافة اعلان

كنتُ ملهوفا ومتعجّلا،كنتُ اخشى ان تستيقظ من نومك ولا تراني.
كان «شارع بلدية / الجبيهة» هادئا،الاّ من قليل من السيارات التي زاحمت مواطئ قدميّ.
كنتُ احمل اليك «شيئا» يدّلني عليك،»شوية اغراض» لرجل عاد من المستشفى قبل ليلة.
على عتبة البيت،انشغلتُ بتجفيف رأسي ونفض المطر عن كاهلي.
رأيتُك نائما.كانت عيناك صوب سقف الغرفة واظنهما كانتا صوب السماء.
شعرتُ بالفرح،لأنك لم تزل نائما.قلت:أستطيع الان ان اتصرف كما اشاء ودون اعتراض منك.
ادهشني انك،بقيت نائما.. حتى عندما قلّبتُكَ الى جنبك الآخر.
كنتٌ أخشى ان تمدّ يدك وتصفعني.. ربما كي تشعرني أنك ما تزال»قويّا»،وربما كي تنبّهني أنني مازلتُ «ابنك الصغير».
لكنك،للأسف لم تفعل.
تركتني اقلبك ذات اليمين وذات الشّمال.
لم أُدرك أنك «استسلمت» لي. ولم تعد ترغب بـ «صفعي».
أتذكر يا أبي عندما كنتُ في مراهقتي»أغلّبك»،واهرب من براثن يديك،وكنتَ تُعاقبني بالشّعْر
كنت َ تقول:
«إن كنتَ تظن يا نعمان أن يدي عليك/ قصيرة، فالايّام .. تنقلبُ».
وها جاء اليوم الذي «فيه الايام تنقلبُ».
قلتُ لكَ: هيّا قُم ايها العجوز،اقصفني بالشّعْر..
لكنك،لم تقدر..
فقد انتهت «الرّحلة».. وأغمضتَ عينيك و.. للأبد
حدث هذا قبل سنة
نعم،قبل سنة .. فقط !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة