الخميس 2024-12-12 06:45 م
 

عنزة ولو طارت

12:44 م

تحدث جلالة الملك في خطابه الأخير للشعب الأردني بجميع أطيافه وكان صريحا جدا في حديثه حيث وضع خلال حديثه النقاط على الحروف ليتفهم الجميع دوره اتجاه وطنه بكل صراحة وأمانة . وتطرق جلالة الملك أيضا إلى المعارضة وأهميتها والدور المطلوب منها رغم انه تطرق بكل صراحة وشجاعة إلى بعض الشعارات التي أطلقتها قلة قليلة حاولت وضع السم في الدسم بشهادة الجميع .

اضافة اعلان

والآن وبعد أن حددت الهيئة المستقلة للانتخابات موعد الانتخابات النيابية المقبلة وبعد أن حل جلالة الملك مجلس النواب وشكلت حكومة دولة الدكتور عبدالله النسور التي تعتبر حكومة تسيير الأمور لحين إجراء الانتخابات النيابية والانتقال بعدها إلى حكومات برلمانية منتخبة ينشدها الجميع .........بعد كل هذا لا زلنا نجد ان المعارضة بكافة أطيافها و خاصة المعارض منها للانتخابات النيابية تجد في الشارع مجالا لطرح شعاراتها ومطالبها وهم يعلمون كما نعلم نحن بأنه لا يمكن تعديل أو فرض قوانين في غياب مجلس النواب ........ وقد أوضح جلالة الملك بان الطريق السليم للتغيير هو من خلال مجلس النواب أي من خلال المشاركة الفاعلة بالانتخابات المقبلة ، ولذا فان الأحزاب التي تمتلك برامج حقيقية تخدم الوطن والمواطن يجب أن تشارك بقوة وتسعى للوصول إلى مجلس النواب حتى تتمكن من تنفيذ برامجها والتغيير بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن كما تنادي تلك الأحزاب باستمرار .
أما إذا بقينا ننتظر صلاة الجمعة من كل أسبوع لننطلق في الشارع ونقيم المهرجانات الخطابية التي في الوقت الحالي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع فالجميع يعلم بأنه إذا أراد أي شخص أو حزب أو جهة التغيير والإصلاح ومصلحة الوطن فانه أمام الجميع فرصة الوصول إلى البرلمان الذي من خلاله يمكن تغيير وتعديل أو فرض قوانين تخدم الوطن وتحقق جميع مطالب الإصلاح التي يطلبها الجميع باستمرار .
أما مقاطعة الانتخابات النيابية والدعوة إليها بحجة عدم الموافقة على قانون الانتخاب أو بحجة المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد مع الرغبة بالاستمرار بالمطالبة من خلال الشارع فاني أقول بان مكافحة الفساد والإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي جميعها مطالب متفق عليها في هذا الوطن من الجميع وان ضرورة الاستمرار بالإصلاح بجميع جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية مرتبط بضرورة مكافحة الفساد بجميع مستوياته ، وتحقيق ذلك بحسب العقل والمنطق لا يكون إلا من خلال مجلس نيابي قوي منتخب وحكومة برلمانية ...... وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل مقاطعة الانتخابات أو الدعوة البها ........فمن يريد الإصلاح ومكافحة الفساد وحكومة برلمانية عليه أن يشارك بجديه بالانتخابات النيابية وذلك بطرح برنامجه الانتخابي بكل واقعية ومسؤولية وطنيه وبالتالي يتمكن الناخب الأردني من إيصال المرشح المناسب الذي يرى فيه مصلحة الوطن إلى قبة البرلمان .
لذلك أقول انه لا يمكن الجمع بين ألمطالبه بالإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد وبنفس الوقت المطالبة بمقاطعة الانتخابات والدعوة إليها لأي سبب كان ....فمن يريد التغيير عليه أن يشارك ليثبت لنا وللوطن صدق نواياه اتجاه وطننا الذي نحب أم أنها كما قالوا .....يا سيدي عنزة ولو طارت...

تمارا الدراوشة

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة