الخميس 2024-12-12 06:45 م
 

لجوء سوري بدون حدود

02:59 م

ارتفع منسوب اللجوء السوري إلى الأردن بشكل فاق التوقعات ، فأخذ يدخل المملكة حوالي أربعة آلاف لاجئ سوري يومياً ، ويقـّدر عدد اللاجئين حتى الآن بحوالي 400 ألف أي أكثر ممن تم استقبالهم في تركيا ولبنان والعراق مجتمعة. وإذا استمر الحبل على الغارب فإن كل سكان جنوب سوريا سينتهي بهم المقام في الأردن ليسكنوا في المخيمات المعدة لإيوائهم.اضافة اعلان

يأتي هؤلاء اللاجئون بملابسهم الشخصية ، وتقدم لهم الحكومة الأردنية المسكن والملبس والأثاث ووجبات الطعام والدواء ، مما يجعل أي سوري يعاني من الاوضاع الاقتصادية الصعبة في بلده أن يعتبر الأردن فندقاً من خمس نجوم ، أو مستشفى خاصا يحصل اللاجئ فيه على تأمين صحي شامل مجاناً.
نحن لا نخدم سوريا بهذه الطريقة ، كما أننا نلحق الضرر بالأردن الذي يبدو أنه تحت الضغط لقبول المزيد من اللاجئين ، وهي ضغوط فعلية مقرونة بوعود كاذبة بتقديم الدعم المادي ، بحيث يبدو كأن الأردن هو المستفيد سياسياً وإنسانياً ومالياً.
في القرى الأردنية شمال المملكة فقر ومرض وبطالة ، ولا يصلها الماء سوى مرة في الأسبوع ، ولا تتمتع بالرعاية الصحية الشاملة ، ولا تقدم لها وجبات الطعام ووسائل التدفئة والمحروقات ، مما يعني أن هذا الكرم ليس في محله ، إلا إذا كانت الحكومة الأردنية تعتبر حاتم الطائي قدوتها ، حيث قام بذبح فرسه التي لا يملك غيرها من أجل عشاء ضيف طارئ وغير مدعو.
هناك من يزايد على المعارضين لهذا التدفق البشري بالقول إن اللاجئين إخواننا ويجب أن نقتسم معهم لقمة الخبز وشربة الماء ، وأنا أتحدى هؤلاء المزايدين بأن يضموا عائلات لاجئة لمنازلهم ولو كانت ضيقة ، وأن يقتسموا معهم الخبز المدعوم والماء الشحيح ، وعند ذلك نعترف لهم بأنهم من مدرسة حاتم الطائي.
العائلات السورية التي تتدفق على الأردن يومياً ، من نساء وأطفال ومرضى ، ليست معرضة للخطر ، ولم يهددها الجيش السوري ، فهو يهدد من يقاوم النظام ، والمفروض أنها مجرد عائلات مستورة لا يهمها أن يحكمها بشار الأسد أو الشيخ معاذ الخطيب.
المفروض ان يتم اختيار أسماء مناسبة للمخيمات ، لأن هذه المخيمات ستتحول مع الزمن إلى بلدات اردنية دائمة ، ولن يطول الزمن قبل أن تبدأ عملية التجنيس.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة