رأت د.منتهى الحراحشة أنَّ نصوص د.هند أبو الشعر تتميزُ بأنَّها مكتملةٌ، وزاخرةٌ بالدلالات المتنوعةِ، وناهضةٌ بحكاياتِ أفعالِ شخصياتِها، مبيِّنَةً أنها أنشأت تجانساً وظيفياً بين مقامات فنِ القولِ الذي تقتضي المشافهة، وأخرى تقتضي منطقَ الكتابة.
وأضافت الحراحشة في ندوة نظمَها منتدى الرواد الكبار أول من أمس ضمن برنامج 'مبدعة وتجربة' وشارك فيها د.جروج طريف وأدارها الشاعر عبدالله رضوان، إنَّ أبو الشعر تعتبرُ واحدةً من رواد التجربة القصصية الحديثة والمعاصرة التي أحدثت انحرافاً في مسار القصة العربية.
وأكَّدَت أنَّ أبو الشعر استطاعت عبرَ مسيرتِها الأدبية تجسيدَ صوتِها الأدبي الخاص عبر مجموعاتِها القصصية، لتتولدَ منه دلالاتٌ فنيةٌ تكشفُ عن عمقِ تجربتِها القصصيةِ وتفاعلاتِها مع الحياة وتناقضاتِها بطريقةٍ خاصةٍ لتصورَ من خلال طرحِها القصصي العميقِ قضايا متنوعةً.
وأشارت إلى أنَّ أبو الشعر قدَّمت كل ذلك بأسلوب سردي متفاعل مع الحدث والشخصية والحوار بلغة تصويرية موحية ومعبرة ورامزة، تجسد لحظةَ الحدثِ الفني بخيال ابتكاري إبداعي يصور لحظات التوتر التي تفرزها الصورة وطبيعة العلاقة بين الكاتبة والنصِ لتفرزَ من خلال تلك الصورة التي صنعتها الكاتبة.
وذهبت الحراحشة إلى أنَّ الكاتبة تحكمت في تشكيلها بصورة فنية متخيلة مجموعة من الدلالات والاقتراناتِ النابضةِ بالحياة والحركة والإيماءات والرموز، القائمة على مفارقات عديدة حزينةٍ يعتريها الغموضُ والرؤيةُ السوداوية لبعض الصورِ الحياتية أحياناً، والأملُ والموتُ والتهكمُ والسخريةُ والحب والكرهُ، أحيانا أخرى.
وأوضحت أنَّ تلك النصوصَ القصصيةَ مفتوحة للمتلقي، لتضع من خلالها النهاية التي يريد لها القارئ، وتشجعَه على استمرارية القراءة وملاحقةِ الحدث بدون مللٍ أو ضجر، فيتحول من مُتلق عاديٍّ إلى متلق مشارك في صناعة الحدث.
واستعرضت الحراحشة مراحل تطور القصة عند أبو الشعر، مشيرة إلى أنَّها شهدت تطوراً ملحوظاً عند الكاتبة في مجموعاتها القصصية، ونضج واضح في إنتاجها، وتغيراً كيفياً ملحوظاً في الرؤية والتشكيل الفني.
وأشارت إلى أنَّ أبو الشعر في مرحلة التجريب اتخذَت التجديدَ مرآةً للحداثة والإبداع والانزياح السرديِّ، كما أنَّها اتخذت من التراث في مرحلة التأصيل التاريخ مرآة للحداثة والخلق والتجاوز، مبينة أنها استطاعت أنْ تحدث تغيراً وتجديداً، وراوحت بين التقليد والتجديد، وبين التراث والتاريخ، فظهر تطور في الشخصيات والمكان والحدث وتوظيف الرمز.
وخلصت إلى أنَّ القصة القصيرة عند ابو الشعر تشكَّلت وتنوعت موضوعاتها وتقنياتها وفقَ خيالٍ إبداعي يعكسُ العديدَ من الرؤى والتطلعات والمخاوف، ويستشرفُ المستقبلَ بحركاتٍ سرديةٍ متنوعةٍ تكشفُ عن الأحداثِ وتشكلّها، والشخصياتِ ورسمِها، واللغة وتلوّنِها، مما يمكّن القارئ من قراءتها وملاحقةِ الحدثِ فيها مرةً تلوَ الأخرى.
بدورها، قالت أبو الشعر إنَّها عندما تُحاولُ استعادة عالمها، تحس بأنَّها عاشت دهورا لا عدد لها، مبينة أنَّ الأمرَ قد يرتبط بعالم المعرفة المتعدد لديها، خاصة اطلاعها العميق على التاريخ.
وأكدت أنَّ 'التاريخ المفصل الذي أغني روحَها وفكرَها ووجدانها. وقالت 'أتذكر أول تجربة لي مع القلم، كانت يد والدي الكبيرة الدافئة تمسك بكفي الصغيرة التي تقبض على القلم، وهو يدربني على كتابة اسمي، ثم على كتابة الأحرف والأرقام، قبل أن أدخل المدرسة'.
وتابعت ابو الشعر: 'لا زالت رعشة أصابعي حية في ذاكرتي، ولا زالت الدهشة التي تملكتني والحرف يتشكل بين أصابعي تعمر روحي حتى اليوم. ومنذ تلك اللحظة لم يسقط القلم من يدي، صحيح أنني استعضت عنه اليوم بجهاز الكمبيوتر، لكنني ما زلت أشعر بخيانتي للقلم.. تماما مثل كل الأشياء الحميمة في حياتنا والتي نخونها ونتخلى عنها .. عالمنا مليء بالخيانات التي نبررها لأنفسنا ولا نسمح فيها للآخرين'.
وأكدت ابو الشعر أنها نجحت في الفصل بين عالم العقل المجرد في كتابة التاريخ، وعالم الوجدان والروح في كتابة القصة القصيرة، وهو ما دربت نفسها عليه منهجا ولغة.
من جانبه، قدَّمَ طريف عرضاً مفصلاً حول تجربة أبو الشعر الأكاديمية والعلمية والإبداعية، مؤكدا أنَّها كرَّسَت حياتَها وشبابَها المتجدد للفعل الثقافي والعمل الأكاديمي. وقال:'لأنَّها مؤرِّخة، فقد ارتبط الماضي عندها بالحاضر والمستقبل، لذا نجدها تقتبس من ماضينا كل ما يخدم أجيالنا القادمة، وتستثمر الحاضر بما يبعث على شحذ الهمم والعزائم، متطلعة، ومستشرفة المستقبل بعين ثاقبة'.
ورأى أنَّ كتابات أبو الشعر ساهمت في رفد المكتبة العربية بنفائس الكتب التي تتحدث عن نشأة علم التاريخ والمنهج العلمي الرصين في البحث العلمي، ووضع الأسس المتينة لدراسة التاريخ الاقتصادي العربي الإسلامي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو