مدينة الزرقاء تحتضر

وليد بشاره طجو

-هذه المدينة التي تقع شمال شرق العاصمة عمان و التي تبعد عنها بحوالي عشرين كيلومتر ا و التي تعد ثاني اكبر مدينة أردنية بعد العاصمة من حيث الكثافة السكانية و ايظا تعتبر عاصمة الأردن الصناعية حيث تبلغ مساحتها حوالي ستين كيلومتر و ترتفع عن سطح البحر حوالي 619 مترا.

سميت هذه المدينة بالزرقاء نسبة إلى نهر الزرقاء سابقا الذي كان يسمى 'النهر العظيم' أو 'نهر التماسيح' , وقد سكنها الأكاديين و الفرس و اليونانيين و الرومان و العرب المسلمين و الشركس .

إن الزرقاء تظم مئات المواقع الأثرية المهمة التي تغطي كافة مراحل الحضارة الإنسانية عبر العصور و من ابرز معالمها :

1) الحاوز: الذي تم إنشاءه في منتصف القرن الماضي لحاجة ملحة ألا وهي تخزين المياه وإعادة ضخها بشكل انسيابي لبيوت الزرقاء .

2) سكة حديد الحجاز: هذه السكة التي تنطلق من مدينة دمشق وصولا إلى الأردن.

3) شارع السعادة : هذا الشارع يعد اليوم من أهم شوارع الزرقاء الممتد على مسافة 2 كيلومترا و تنتشر على ضفتي الشارع محلات وأسواق تضم السلع المتنوعة من الخضراوات إلى الملابس .

ولا نستطيع أن ننسى إن مدينة الزرقاء تظم مواقع أثرية كقصر شبيب , قصر عمرة , الحلابات , قصر اسخيم , القصر الأحمر , محمية الأزرق , تل أبو صياح , محمية الشومري , رجم الشوك ..................الخ.

و بالرغم من هذا الإرث الحضاري و التاريخي الذي تملكه مدينة الزرقاء لكنها تعاني من مشاكل عديدة جدا هذه المشاكل أصبحت متفاقمة لدرجة الخطر .

و من ابرز هذه المشكلات :
1) الازدحام المروري ( الاختناقات)
2) تلويث سيل الزرقاء الذي أصبح بحالة يرثى لها
3) سوء في توزيع المياه أي وجود انقطاع مستمر للمياه بأظافة إلى أن شبكة المياه بحاجة إلى تغيير لأنها قديمة جدا جدا
4) تراكم النفايات في الشوارع بالرغم من ان المواطنين يدفعون رسم النفايات من اجل تنظيف الشوارع .
5) بإضافة أيضا إلى فيضان المجاري المستمر في شوارع المدينة
6) تلوث في الهواء بسبب المصانع

هذه المشكلات خطره جدا و تحتاج إلى حلول سريعة لأنها متراكمة منذ سنوات طويلة جدا أي أن مدينة الزرقاء تحتضر و تحتاج إلى قرار لإنصافها .

وأخيرا أريد أن اختم مقالي هذا بكلمات الشاعر عماد الدين الأصفهاني عند وداع القائد صلاح الدين الأيوبي في الزرقاء حيث قال :
لم انس بالزرقاء يوم وداعنا أنامل تدمي حيرة للتندم
اعتدتك يا زرقاء حمراء إنني بكيتك حتى شيب ماؤك بالدم

وليد بشاره طجو

[email protected]