الخميس 2024-12-12 06:51 م
 

مسافة طويلة وشائكة لخريطة الطريق

06:24 ص

كنت قد كتبت قبل ?وم?ن أن نجاح ا?نتخابات الداخل?ة لمجلس النواب على أساس الكتل وا?ئت?فات، س?كون 'بروفة' إ?جاب?ة لمشروعاضافة اعلان

الحكومة البرلمان?ة. و?جب أن أقول، آسفاً، إن 'البروفة' لم تنجح؛ فتكرر نفس المشھد التقل?دي الذي ?عكس ھشاشة الكتل، وس?ادة الفرد?ة
وطغ?ان الذات?ات والعجز عن ا?لتزام المؤسسي الكتلوي وا?ئت?في.
و?جب أن أستدرك أن ھذا الحكم السلبي ھو نسبي ول?س شام?؛ فقد كان ھناك بعض ا??جاب?ات أ?ضا، وتحقق التزام مقبول حول بعض
الترش?حات. فقد تماسك ائت?ف كتلتي وطن والوسط ا?س?مي حول مرشحھ عاطف الطراونة، وحصل على أصوات إضاف?ة من
خارجھ، بعكس ا?ئت?ف ا?وسع الذي دعم ترش?ح سعد ھا?ل سرور، وكان مجموع أصوات أعضاء ا?ئت?ف المكون من كتل النھضة
والتجمع الد?مقراطي والتوافق وا?تحاد الوطني، أعلى كث?را من ا?صوات التي حصل عل?ھا السرور فع?. وكان اجتماع الھ?ئة العامة
ل?ئت?ف قد صوت لصالح السرور، لكن ا?قل?ة غضبت من النت?جة ولم تقبل بھا.
وانعكس ھذا الفشل أ?ضا على التفاھمات بالنسبة للمكتب الدائم. إذ رغم ا?تفاق على المقاعد ا?ربعة، فقد كان واضحا أن ا?لتزام س?كون
متواضعا. وأكثر من ذلك، أن كتلة التجمع الد?مقراطي التي أُعط?ت داخل ا?ئت?ف منصب النائب ا?ول، عجزت عن تسو?ة ا?مر ب?ن
المرشح?ن ا?ثن?ن الطامح?ن للمنصب، وحصل تصو?ت داخلي لم ?قبل بھ الخاسر، فخاض ا?نتخابات من خارج الكتلة وا?ئت?ف،
وحقق نت?جة مواز?ة لمرشح ا?ئت?ف الرسمي، لكن خسر ا?ثنان المقعد لصالح أحمد الصفدي مرشح كتلة ا?ص?ح التي لم تتحالف مع
أحد. ونجح من ھذا ا?ئت?ف فقط المرشح المعتمد لمنصب النائب الثاني، وإن كان بنسبة أصوات أقل من عدد أعضاء ا?ئت?ف.
رغم ھذه السلب?ات، ?مكن أن نسجل إ?جاب?ا تعاظم أھم?ة الكتل. فمن ?ر?د دورا، عل?ھ أن ?لتزم بكتلة، وأن ?حظى بثقتھا وترش?حھا للتوافق
والمقا?ضة مع آخر?ن رغم ضعف ا?لتزام، لكن عمل النائب كمستقل ?ضعف دوره أكثر. والخطوة المقبلة ھي اللجان التي ستعزز دور
الكتل، إذا ما جرى ا?لتزام بمبدأ التمث?ل الكتلوي لعضو?ة اللجان، والتي نص النظام الداخلي الجد?د بأن تكون على أساس التمث?ل النسبي.
ووفق حجم الكتل الراھن، فسوف ?راوح نص?ب كل كتلة في كل لجنة ب?ن عضو أو عضو?ن. وھذا ا?مر ?جب إنجازه كضرورة ملحة،
وتجنب إجراء عمل?ة انتخاب?ة مرھقة لعشر?ن لجنة، كل منھا مكونة من 11 عضوا. فإنجاح عمل مجلس النواب في المستقبل، ?فترض أن
تكون جم?ع الكتل ممثلة في جم?ع اللجان، حتى تكون اللجنة ھي مطبخ التشر?ع والقرارات بوصفھا تمث?? مصغرا لجم?ع ت?و?ن المجلس.
وقد أشار ج?لة الملك في خطاب العرش السامي أمس، إلى الكتل وتطو?ر دورھا. كما أشاد بتغ??ر النظام الداخلي للمجلس. وعلى النواب
إظھار مسؤول?ة أعلى في تجاوز الذات?ات من أجل إنجاح ما كانت تر?د التعد??ت من إص?ح داخلي في مجلس النواب.
تجربة ا?نتخابات الداخل?ة أظھرت حجم المسافة التي تفصلنا عن الھدف الذي وضعھ ج?لة الملك ل?ص?ح الس?اسي، وھو الوصول إلى
حكومة أغلب?ة ن?اب?ة حزب?ة، مقابل معارضة حزب?ة برامج?ة. لكن ھذا الھدف، حتى بعد طول زمن، لن ?ھبط عل?نا مرة واحدة، بل ?جب
أن نغُذّ إل?ھ الخطى وفقا لخر?طة الطر?ق التي تحدث عنھا الملك، وھو مسار شائك ومضن في التشر?عات وفي الممارسة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة