الخميس 2024-12-12 06:53 م
 

معان .. من يعالج ألمهّا ؟

02:01 م

كانت معان حاضرة بالأمس في المركز الثقافي الملكي عندما ناشد أحد المواطنين جلالة الملك التدخل لإنهاء ما يجري في معان ، كلمات المواطن المغموسة بالولاء والمفعمة بالانتماء كانت رسالة واضحة عن تقصير مؤسسات الدولة في التعامل معها ، وإيجاد نهاية لهذه المأساة التي لا يقبلها من في نفسه ذرة شرف وانتماء لثرى هذا الوطن.اضافة اعلان

ما يجري في معان يحتاج من مجلس النواب والحكومة سرعة التعامل معه وفق حجمه وأهميته وخطورته ، ولا يجوز هذا الصمت وهذا التغافل عن قضية حلها بيد الحكومة ؟! فإذا احتاج المواطن إلى تفسير و إيضاح ، فلماذا تخشى الحكومة حتى مجرد الحديث عن ذلك وترك الأمور عائمة دون جواب شافٍ مريح لكل الأطراف ؟ لماذا تتهاون الحكومة في التدخل العميق وسحب صاعق الانفجار الذي لا نريد أن تكون نتائجه سلبية بغض النظر عمن يروج ويمهد ويدعو لذلك .
فأهل معان والبادية الجنوبية من الركائز الأساسية لاستقرار النظام السياسي الأردني وهم شركاء حقيقيون ، وعلى مر تاريخ الأردن في بنائه وتمكينه من تجاوز تحدياته جنبا الى جنب مع بقية أبناء الوطن.
ما يجري في معان لا يمكن أن يقف عند قضية الرشادية أو جامعة الحسين ، فلغة التسامح والعفو والتقدير سمة يتصف بها الأردنيون خاصة عندما تتولى الحكومة زمام تطبيق القانون وتكفل معاقبة كل من خالفه وتسبب بإيذاء الناس أيا كان شخصه ومرجعيته.
لا ننكر أن التراكمات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية و الشعور بحالة الإهمال والتهميش التي عانت منها المنطقة ومارستها الحكومات دون الاكتراث بأحوال وأوضاع المواطنين هناك ، أدت إلى استفحال المشاكل العالقة وتجذرها. وبلغ الأمر حد السوء والتباطؤ في معالجة العديد من القضايا الملحة.
مشاكل كثيرة ومتعددة ومتطلبات أساسية ذكرها أبناء الجنوب وخاصة معان ، والبادية عندما التقتهم العرب اليوم ، وقمنا بنشرها عبر صفحاتنا ، وطالبنا الوزراء المعنيين بالتواصل مع المواطنين وحمل أخبار ومشاريع وخدمات تحسن من واقع هذه المناطق وفرص عمل يستطيع أبناء المنطقة من خلالها رسم صورة التفاؤل بالمستقبل، وتمكينهم من أخذ دورهم والاستفادة قدر الإمكان من القيم الإضافية لوجود شركات كبرى او مؤسسات كبرى كجامعة الحسين .
الشباب الطامح الواعي المدرك لديه متطلبات اكثر إلحاحا لمسيرة حياته . وكان على الدولة النظر فيها وتلبيتها حتى لا يتحول هذا الشاب إلى طاقة يائسة مكبوتة عندئذ تصبح شخصية لا نقبلها ولا يحبذها هو نفسه ولا أهله ولا أبناء منطقته.
خطة إنعاش المنطقة لا تحتاج إلى الكثير من المال ولا الجهد ، إنما تحتاج إلى التفكير الصائب والصادق لخدمتها ، وإعادة زرع الأمل والتفاؤل عند الآباء والأمهات وعند الشباب الذين يظنون الآن أن التعب والاجتهاد في الدراسة لا يضيفان للتخرج إلا زيادة عدد العاطلين من العمل .
القضية الأخرى التي لا بد من لفت نظر الديوان والحكومة لها ، هي تراجع تعامل الحكومة وغير الحكومة مع الوجهاء وقادة الرأي والقيادات الفكرية وهي حالة فرضتها منهجية (الديجتل ) فحصدنا اليوم نتائجها.
لا نريد العودة إلى الخلف ولكن تعزيز دور هؤلاء القادة والوجهاء والمشايخ وقادة الرأي والفكر والثقافة في المنطقة الذين تحملوا مسؤولية السلم الاجتماعي على مدار عقود وعقود ، سيكون له نتائج إيجابية في مجتمعات تحكمها العشائرية .
بيان خطورة الخروج على القانون وأهمية الرجوع للنظام العام بعد تعهد الحكومة بأخذ الحقوق ومعاقبة المسيئين بالقانون والعدل ، سيقنع الجميع بجديتها في التعامل مع هذا الملف الذي كثر فيه اللغط والتكهنات والإشاعات .
موضوع معان ليس احتجاجا على موقف بل تعبيرا عن حالة قصّرت فيها كل الحكومات حالها حال الكثير من مناطق المملكة، وان نمو سقف الحرية وارتفاع مستوى الديمقراطية أعطى الناس المجال لأن تصف معاناتها بشتى الطرق وبمختلف الأساليب .

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة