الخميس 2024-12-12 06:39 م
 

وكالة الانباء الصينية : الأردن يمخر عباب البحر بدبلوماسيته

12:52 ص

الوكيل - اصبح الأردن بموقعه الجيوستراتيجي المميز والفريد وتفاعله وتقاربه مع بقية الدول في المنطقة وعلاقاته الجيدة مع المجتمع الدولي بشكل عام وتنسيقه الوثيق مع جميع الدول العربية، يضطلع بدور هام ومحوري في دفع جهود السلام في الشرق الأوسط.اضافة اعلان


يرى المحللون الصينيون إن الأردن يعيش وسط جيران يشهدون حروبا ونزاعات وأزمات كثيرة ويقع دوما في الجبهة الأمامية للجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لتسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي المزمن والنزاع العربي-الإسرائيلي العميق، مؤكدين على أن الأردن يقف صامدا وشامخا وسط اضطرابات المنطقة بفضل سياساته الخارجية ودبلوماسيته الناجحة المنطلقة من 'الواقعية اليقظة'، وعليه اغتنام الفرصة لتعزيز دوره في القضايا الإقليمية ولا سيما وأنه يعد لاعبا رئيسيا في أهم تلك القضايا ألا وهى قضية الشعب الفلسطيني.

وقال السفير الأردني لدى الصين يحيى القرالة لمراسل وكالة أنباء (شينخوا) إن 'الأردن وبقيادته الهاشمية الحكيمة، يخطو على نهج الوسطية والاعتدال والتسامح وصلابة الموقف في الدفاع عن قضايا الأمة ، فالسياسة الخارجية الأردنية نجحت بفضل حكمة القيادة الهاشمية في وضع الأردن على خارطة السياسة العربية والإقليمية والدولية كلاعب مؤثر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، كما تتسم السياسة الخارجية الأردنية بالصراحة والوضوح والدبلوماسية والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية مما رسخ علاقات المملكة مع مختلف دول العالم في إطار من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى'.

من جانبه، أشار تيان ون لين المتخصص في سياسات الشرق الأوسط بأكاديمية الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إلى أن الأردن يتميز بـ'إقامة الدولة على أسس دبلوماسيتها'. فمن المعروف أن الكثير من الدول العربية لم تتمكن حتى الآن من تسوية معضلة الاختيار بين 'مصلحة الوطن' و'مصلحة الأمة' ولم تدرك بعد مدى ارتباط العلاقة بين مصالح الدولة والقضايا العربية، لذا نجد ثمة تناقض في سياساتها الخارجية وتأثرها بالعواطف والمشاعر في بعض الأحيان .ولكن الأردن يعى تماما أنه لا يمكنه البقاء بعيدا عن الاضطرابات السياسية المحيطة وأن عليه تحقيق التوازن بين مصالح الدولة والأمة ، لذا يظهر على الدوام روح 'الواقعية اليقظة'.

وأضاف الخبير تيان أنه على الرغم من أن مجال الحركة محدود نسبيا، إلا أن الحكمة والشجاعة والمهارة التي تحلت بها دبلوماسية الأردن حولت الوضع الجيوسياسي المتأزم حوله إلى ميزة وجعلت من قضايا الشرق الأوسط رأسمال له، ما أكسب سياسته الخارجية اعتراف وتأييد الغرب والدول العربية وجعلها تنال اشادة الجميع.

الأردن.. لاعب محوري في القضية الفلسطينية

تعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية وجوهر الصراع في منطقة

الشرق الأوسط. وقد أكد الملك عبد الله الثاني في جميع المحافل الدولية على أن عدم حل القضية الفلسطينية سيكون مصدرأزمات وحروب وتهديد في المنطقة والعالم.

ويرتبط الأردن تاريخيا وجيوسياسيا ارتباطا وثيقا بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، فالدور الأردني المباشر في القضية الفلسطينية وعملية السلام هو دور داعم ومساند للحقوق الوطنية الفلسطينية ولكنه أيضا داعم وحافظ وحارس للمصالح الوطنية والقومية الأردنية.

ويستضيف الأردن حوالى 1.5 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ويمثلون 41 في المائة من مجموع اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها، وأكثر من 90 في المائة من مجموع النازحين وحوالي 600 ألف نازح نتيجة حرب حزيران 1967. كما ستتطرق التسوية النهائية للنزاع بين فلسطين وإسرائيل لملفات هامة ستؤثر على الأردن بكل تأكيد ومن بينها ملفات اللاجئين والأمن والحدود والقدس.

لذلك، قال المحللون الصينيون إن الأردن كان وسيظل يلعب دورا لا غني عنه في القضية الفلسطينية، فالأردن هو ثانى دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل بعد مصر وسياسته المتمثلة في تحقيق تواصل مستمر مع جانبي الصراع جعلت منه 'جسرا متينا' لعملية السلام في الشرق الأوسط .

وفي هذا الصدد، لفت الخبير تيان إلى أن الأردن يقع جيوسياسيا في قلب القضايا العراقية والسورية وغيرها ، إنه بالنسبة لدولة بحجم الأردن، يعد نجاحها في حماية مصالحها الخاصة وسط 'العواصف العاتية' نوعا من المعجزات، ناهيك عن منجزاتها الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأضاف تيان قائلا إن الأردن لم يبد صمودا فحسب، وإنما سلك طريقا مميزا في التعاطي مع تلك القضايا على نحو يستحق بالفعل المدح والثناء.

ولاحظ المراقبون الصينيون أنه منذ جلوس الملك عبد الله الثاني على العرش، وبلاده تحظى يوما بعد يوم بمكانة رفيعة في المجتمع الدولي، وهي نتيجة حتمية للمرونة والواقعية التي اتسمت بها طريقته في إدارة البلاد وتوجيه دفة سياستها الخارجية للبلاد .

ويعرب المحللون الصينيون عن اعتقادهم بأن الأردن يسعى جاهدا للحفاظ على دور إقليمي فاعل في الوقت الذي تعيش فيه منطقة الشرق الأوسط تغيرات 'الربيع العربي'. وعلى الأردن الآن تعزيز دوره البناء في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط لتعويض الحضور المحدود لمصر التي ربما تضطر إلى تحويل اهتمامها إلى الشؤون الداخلية خلال السنوات القليلة المقبلة، ما سيزيد من أهمية دور الأردن في قضايا المنطقة ولاسيما في دفع القضية الفلسطينية من خلال ممارسة الضغوط لاستئناف محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وتناول التقرير الثاني استضافة الاردن للاجئين السوريين جاء فيه :

بعد تفجر الأزمة الطاحنة في سورية، فر أهلها بأعداد كبيرة إلى دول الجوار قاطعين مسافات طويلة لاجئين يرتجفون هلعا وخوفا من الحرب وأهوالها وتدفقت عليهم المساعدات من جميع بلدان المنطقة والعالم، ليقدم الأردن ولبنان وتركيا على وجه الخصوص اسهامات بارزة في استضافتهم .

وفي بادرة إنسانية طيبة معهودة فيه دائما إنطلاقا من تاريخه العريق في استضافة اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين، عمل الأردن بمبدأ 'الجود من شيم الكرام' وفتح بابه على مصراعيه ليستضيف عددا هائلا من اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على أراضيه وأبدى إصرارا وعزيمة على التصدي لما قد يتمخض عن ذلك من ضغوط اقتصادية واجتماعية وأمنية مع تجاوز أعداد اللاجئين السوريين داخل أراضيه 460 ألف لاجئ .

وقد أشاد المحللون والدبلوماسيون الصينيون بدور الأردن في هذه المهمة الشاقة وبحسن ضيافته للاجئين السوريين، قائلين إنه 'جَهد مشكور يظهر مدى الروح الإنسانية المتأصلة في شعبه ويؤكد إلتزامه بالعمل المشترك ضمن الإطار العربي والأخلاقي والاجتماعي'، لكنهم أعربوا عن تخوفهم من أن تتزايد المشكلات المصاحبة لارتفاع عدد اللاجئين وتؤثر على الوضع الداخلي الأردني .

المخيمات.. أشبه بمدينة صغيرة مكتظة بالسكان

على بعد مئة متر عند دخول مخيم 'الزعتري'، أقامت هيئات الإغاثة الأردنية والعربية والدولية مقرات كبيرة ومستودعات لتوزيع المساعدات الإنسانية والغذائية إضافة إلى مركز استقبال اللاجئين الجدد للمكوث فيه عدة ساعات من أجل تأمينهم بمستلزمات الحياة الضرورية.

وعلى ما يبدو أن اللاجئين السوريين رأوا أن الوقوف في صفوف الانتظار الطويلة بهذا المخيم أفضل من النوم في ديارهم وسط حالة الذعر الناتجة عن المعارك الدائرة.

ويبلغ عدد اللاجئين في المخيم وفقا لآخر الإحصاءات 152ألف نسمة، يشكل النساء والأطفال 80 في المئة منهم، حسبما أفاد انمار الحمود الناطق الرسمي باسم شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن.

وفي ضوء تزايد عدد اللاجئين بالمخيم يوما بعد يوم، عزا الحمود هذا إلى تحسن الظروف الجوية إضافة إلى تفاقم حدة العنف في الجانب السوري الأمر الذي زاد من أعداد اللاجئين المتدفقين إلى الأردن.

هذا وقد بدأت تتشكل على جانبي الشارع الذي يقسم المخيم إلى قسمين ملامح سوق شعبية تباع فيها معظم ما يحتاجه اللاجئ من مواد تموينية وملابس وأحذية وسجائر علاوة على انتشار المقاهي والمطاعم ومراكز تعبئة الغاز وغيرها من المحال التي شيدت من صفيح الزنكو والخشب.

وأشارت دراسات معنية بموضوع اللاجئين نشرها المعهد الدبلوماسي الصيني إلى أنه مع الزيادة السريعة في أعداد اللاجئين، من المرجح أن تتغير ملامح المخيم ليصبح مدينة مؤقتة تنشط فيها جميع القطاعات مثل التجارة والصحة والنقل وحتى التعليم، 'ولكن ذلك يعتمد في المقام الأول على المساعدات المحلية'.

ووصف أحد اللاجئين السوريين، الأحوال في مخيم الزعتري بالجيدة كونه تمكن من الصمود في ظل الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد، قائلا إن الفضل في ذلك يرجع إلى جهود وزارة الأشغال الأردنية .

وذكر أن إدارة المخيم الجديدة ستتمكن من ضبط الأوضاع وتنظيم الدخول والخروج للزعتري حيث يواجه المخيم مشكلة الفوضى خلال الأيام التي يسمح فيها بزيارة المخيم سواء من أبناء المجتمع المحلي أو السوريين المقيمين خارج المخيم.

وفي الجهة المقابلة يهتم الأردن بتوفير خدمات صحية للاجئين السوريين، فهناك ثلاث مستشفيات هي الفرنسي والإيطالي والمغربي لخدمتهم ولكن الأخير يشهد اكتظاظا شديدا كونه يعمل على مدار الساعة.

ويقدم خدمات علاجية في معظم التخصصات حيث صرح مدير المستشفى العقيد خالد سير بأن المستشفى عالج منذ اغسطس الماضي وحتى الآونة الأخيرة 124 ألف لاجئ ولاجئة.

جهود حثيثة ... رغم ضخامة العبء والمشكلات

الزائر إلى 'الزعتري ' يلاحظ مدى تشدد قوات الأمن الأردنية في تدقيق هوية الداخل والخارج من وإلى المخيم حيث قال أحد رجال الأمن إنهم يعملون بشكل متواصل خلال أيام الزيارة عندما يصل عدد الزائرين إلى أكثر من سبعة آلاف زائر من السوريين المقيمين في المحافظات الأردنية الذين يحضرون للاطمئنان على أقاربهم وذويهم، إضافة إلى الأردنيين من المجتمعات المحلية الذين يحضرون لتقديم مساعدات عينية أو للقيام بزيارات تضامنا مع اللاجئين.

ورغم ما قدمه الأردن من مساعدات كبيرة وسخية لدفعة جديدة من اللاجئين من خلال توفير مخيمات وأغذية ومياه وخدمات طبية وغيرها لهم واشادة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بذلك، إلا أن الزيادة السريعة في عدد اللاجئين والزائرين في المخيمات تضيف أعباء ثقيلة على كاهل السلطات الأردنية.

وقال يحيى القرالة السفير الأردني لدى بكين في مقابلة خاصة مع ((شينخوا)) إن عدد اللاجئين السوريين في المملكة بلغ حوالي 450 ألف لاجئ موزعين في مخيمين رئيسيين هما مخيم 'الزعتري' ومخيم 'مريجب الفهود'.

وسيقوم الأردن قريبا بإنشاء مخيم ثالث للاجئين في منطقة 'مخيزن الغربية' بمحافظة الزرقاء.

إضافة إلى ذلك، فإن الشباب السوري يحاولون الإنخراط في سوق العمل الأردني ، إذ أصبحت العمالة السورية تنافس العمالة المصرية ولاسيما وأن السوري يقبل بالعمل من أجل الحياة وسد رمقه.

ومع استيعاب المطاعم ومحال السوبرماركت وقطاعي الأبنية والزراعة لهذه العمالة، حذر المسؤولون الأردنيون من تفشي ظاهرة العمالة السورية وطلبوا من أصحاب العمل عدم تشغيلهم إلا بتصريح عمل ولكنهم لم يلتزموا بذلك لأن هذه العمالة باتت رخيصة ومنافسة للعمالة الأخرى .

وأشارت شو وان المحللة السياسية بمركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة بكين إلى أن إدارة اللاجئين الأردنية لديها خبرة في إجراءات التسجيل وتوزيع الأغذية والحفاظ على الاستقرار والأمن داخل المخيمات، 'ولكن مع توافد دفعات كبيرة من اللاجئين واكتظاظ المخيمات بهم، بات وصول المساعدات المالية وإيجاد حل نهائي للأزمة السورية أكثر المهام إلحاحا في الوقت الراهن'.

وقال السفير الاردنى يحيى القرالة 'إنه في حال استمرار الأزمة السورية وتدفق اللاجئين السوريين بهذا الشكل، قد يفقد الأردن قدرته على استيعاب المزيد منهم بسبب صعوبة الوضع الاقتصادي وعدم وصول المساعدات المالية المطلوبة، فالأردن يحتاج إلى مساعدات مالية عاجلة تصل إلى مليار دولار أمريكي للتعامل مع اللاجئين السوريين وتوفير الخدمات لهم، وسيحتاج الأردن خلال الفترة القليلة المقبلة إلى حوالي ثلاثة مليارات دولار حيث لم يحصل حتى الآن سوى على جزء بسيط مما يحتاجه من مساعدات مالية، وهذا يشكل ضغوطا كبيرة عليه'.

تحديات ... سيظل يواجهها الأردن لسنوات

ومع التهديد المتكرر من إقفال الحدود بين الأردن وسورية، مازالت مكاتب التسجيل عند الحدود تستقبل المئات بل الآلاف من اللاجئين السوريين، انطلاقا من مبادئ العمل الإنساني وتلبية لنداءات المجتمع الدولي.

وأشارت المحللة السياسية شو وان إلى أن الأردن يواجه عدة تحديات، أولا: النقص الحاد في الاحتياجات اليومية، ما يزيد من صعوبة الوضع الاقتصادي داخل البلاد. وثانيا: المخاوف من عبور الأزمة السورية إلى داخل البلاد في ظل عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، ما سيشكل معضلة أمنية مستمرة للمجتمع الأردني قد تظل عصية على الحل لبضع سنوات.

وأضافت شو ان ثالث تلك التحديات يكمن في أنه كلما طالت مدة الحرب وحالة عدم استقرار الوضع السوري في المستقبل القريب، يتزايد احتمال قيام اللاجئين السوريين داخل الأردن بتشكيل جماعات مستقلة خاصة بهم، ما يعقد الساحة السياسية في الأردن الذي يشكل اللاجئون الفلسطينيون نسبة كبيرة من عدد سكانه ويتجاوز عدد اللاجئين العراقيين فيه عشرات الآلاف.

وقالت إنه من الصعوبة بمكان استنتاج مستقبل جماعات اللاجئين السوريين في الوقت الراهن، موضحة أنها' ستبقي في الأردن لزمن أطول مما نتوقع، لتعيش جنبا إلى جنب مع اللاجئين الوافدين من بلدان أخرى'.

وفي هذا الصدد، قال السفير الأردني يحيى القرالة إن الأردن يدعم إيجاد حل سياسي يلبي إرادة الشعب السوري ويضع حدا لإراقة الدماء ويحافظ على تماسك الشعب السوري ويحقق تطلعاته ووحدة أراضيه ويحمي وحدة سورية وأمنها واستقرارها.

وأشاد المحللون الصينيون بجهود الأردن ووصفوا موقفه بأنه مسؤول ومنطقي وواقعي وبراغماتي ويصب في صالح الشعب السوري.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة