الوكيل الإخباري - أكد خبراء طاقة أهمية الربط الكهربائي الأردني مع دول الجوار العربي في تعزيز مكانة الأردن الاقتصادية واستغلال موقعه الاستراتيجي في ضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيز أمن الطاقة العربي، وتصدير الفائض للدول المجاورة.
وأشاد هؤلاء الخبراء بالإجراءات الحكومية المتخذة في هذا الإطار، مؤكدين أن مشاريع الربط تسير بوتيرة متسارعة وفق خطة وبرنامج زمني محدد.
وقالوا إن مشاريع الربط الكهربائي العربية تشكل نقلة نوعية للتعاون العربي في مجال الطاقة ورافدا اقتصاديا مهما للأردن، مؤكدين أهمية الربط الكهربائي العربي في تعزيز استقرارية الأنظمة الكهربائية في الدول المرتبطة ودعم اقتصاد هذه الدول بقيمة مضافة، وإيصال خدمة التيار الكهربائي للمناطق غير المخدومة.
وينظر الأردن لمشاريع الربط الكهربائي العربي باهتمام كبير، إذ تعد من أولويات الحكومة لتنفيذ المشاريع الإستراتيجية المرتقبة بين الأردن ودول الجوار العربي، وتشكل نواة لسوق الكهرباء العربية، يؤدي فيها الأردن دورًا إقليميًا مهمًا في تبادل الطاقة باستغلال موقعه الجغرافي بين الدول العربية.
وشهد العام الحالي تطورات مهمة في مسيرة الربط الكهربائي بين الأردن ودول الجوار العربي، حيث تم وضع حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق، وعقد اجتماع أردني سعودي بخصوص مشروع الربط الكهربائي الأردني - السعودي بالإضافة إلى رفع كميات الطاقة المصدرة إلى فلسطين لتصل 80 ميغاواط.
وأكد مدير عام شركة الكهرباء الوطنية السابق المهندس عبد الفتاح الدرادكة، أهمية الربط الكهربائي الأردني مع دول الجوار العربي الذي من شأنه تعزيز الاقتصاد الوطني واستغلال موقع الأردن لعبور الطاقة.
وقال إن الربط الكهربائي الكامل مع العراق أي بمعنى الدمج الكامل للنظامين الكهربائيين (الاتفاق الحالي مع العراق هو عبارة عن تزويد للمناطق الشمالية والغربية العراقية وليس ربطا كهربائيا).
وأضاف: في حال تحقيقه سيمثل تكاملا أردنيا عراقيا في مجال الكهرباء وإذا ما تم ربط الأردن مع السعودية فسيكون ذلك مشروعا عربيا يحقق تعاونا ثلاثيا يوفر استقرارية اكثر للأنظمة الكهربائية فيها على اعتبار أن الربط يعتبر توليدا احتياطيا على الحدود لا تدفع استطاعته، موضحا أن استقرارية الأنظمة الكهربائية الأوروبية وموثوقيتها وحجم الطاقات المتجددة فيها هو بسبب أنها مربوطه كهربائيا مع بعضها البعض.
ولفت الدرادكة إلى أن دول الخليج العربي المربوطة كهربائيا من خلال هيئة الربط الخليجي، توفر ما يقارب الـ 300 مليون دولار بدل احتياطي دوار Spinning Reserve.
وأشار إلى أن الفوائد الفنية والتجارية للربط الكهربائي كبيرة في حال اكتماله مع العراق والسعودية وإعادة تشغيله مع سوريا وتزويد لبنان، بالإضافة إلى الربط الكهربائي الأردني المصري الذي حقق ويحقق الكثير من الفوائد للنظامين الكهربائيين الأردني والمصري والذي يفترض تعزيزه من خلال زيادة استطاعته التي اتفق عليها الجانبان الأردني والمصري أخيرا.
وأشار الخبير الاقتصادي هاشم عقل إلى أهمية مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار في تحقيق إيرادات مالية نتيجة بيع الكهرباء، وخاصة أن لدينا استطاعة كهربائية عالية لا يستفاد منها، ودورها في تخفيض تكلفة إنتاج الكهرباء على المواطن.
وبين عقل أن الربط الكهربائي يعزز التكامل العربي الطاقي من خلال تبادل الطاقة في أوقات الذروة وتصدير الفائض منها إلى الخارج.
وتطرق إلى أهمية الربط في سد حاجة نقص الكهرباء لدى الدول المستوردة كالعراق وسوريا ولبنان.
وأشار إلى أن الربط يسهم في إنشاء مناطق حرة وصناعية وتجارية حدودية لتسهيل عملية التبادل التجاري، وتخفيف تكلفة إنتاج الكهرباء في بلد المستورد، وتسهم في تشغيل الصناعة والنشاط التجاري الذي يعاني من نقص الكهرباء.
وينظر الأردن للربط الكهربائي مع العراق باهتمام كبير بهدف تعزيز منظومة الربط الكهربائي بين البلدين، للتوسع في منظومة الربط الكهربائي العربي بما يحقق الاستقرار للأنظمة الكهربائية، ويسهم في إيجاد سوق كهرباء مشتركة، ترفد اقتصادات الدول المرتبطة بقيمة اقتصادية مضافة وتحقق الازدهار لمنطقتنا.
وكانت باشرت شركة الكهرباء إجراءات تنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع العراق من خلال تحضير العطاءات اللازمة لإنشاء محطة تحويل الريشة الجديدة، وإنشاء خط الربط بين المحطة ومحطة تحويل القائم في العراق.
وكان وقّع الأردن والعراق في أيلول 2020 اتفاقًا بموجبه تزود عمان بغداد بالطاقة الكهربائية بعد ربط شبكة الكهرباء بين البلدين الذي سيستغرق أكثر من عامين من تاريخ التوقيع.
وبخصوص الربط الكهربائي مع السعودية، ناقش اجتماع عقد أخيرا ترأسه عن الأردن مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة مع وفد سعودي برئاسة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراء الطاقة مازن بن علي البهكلي الاتفاقيات الثلاث الخاصة بمشروع الربط الكهربائي الأردني-السعودي، والتي يتوقع الانتهاء منها وتوقيعها رسمياً قبل نهاية العام الحالي، حيث سيجري توقيع اتفاقية تنفيذية واتفاقية تشغيلية وأخرى تجارية.
وقال الرواشدة إن الجانبين توافقا على أن يجري في النصف الثاني من عام 2025 تشغيل المشروع تجاريا، مشيرا إلى أن الجانبين ناقشا خلال اجتماعات عقدت في عمان على مدى يومين سير العمل بمشروع الربط الكهربائي الأردني-السعودي بما يعزز التعاون القائم بين البلدين في مجال الطاقة.
وأكد أهمية المشروع في تعزيز استقرارية وموثوقية الشبكة الكهربائية في البلدين من خلال توفير الدعم والاحتياطي اللازم إضافة إلى تبادل الطاقة الكهربائية في أوقات ذروة الأحمال الكهربائية لدى الجانبين عبر الاستفادة من التنوع والتباين الذي يطرأ على الطلب اليومي والموسمي على الكهرباء.
وقال إن المشروع من شأنه تحسين اقتصاديات تشغيل المنظومات الكهربائية، ورفع كفاءة تشغيل المنظومة الكهربائية في كلا البلدين، مشيرا إلى البعد الاستراتيجي للمشروع والمتمثل في تحقيق التكامل الطاقي العربي وأسواق كهرباء إقليمية.
وأشار الرواشدة الى أهمية منظومات الربط الكهربائي البيني في تخفيض كلف الطاقة الكهربائية ورفع استقرارية هذه الأنظمة، لافتا إلى أن التحول للشبكات المرنة ومنظومات الربط الكهربائي البيني بين الدول أصبح ضرورة من ضرورات أنظمة الطاقة الكهربائية الحديثة ومقوما أساسيا للأنظمة الكهربائية المستدامة والخضراء التي تعتمد على الطاقة المتجددة.
وقال، إن شركة الكهرباء الوطنية تعكف حاليا على العديد من مشاريع الربط الإقليمي مع دول الجوار في ظل سعي الأردن ليكون مركزا إقليميا لتبادل الطاقة في المنطقة وفق لاستراتيجية قطاع الطاقة الأردني.
وكان الأردن والسعودية وقعا في آب 2020 مذكرة تفاهم لتحقيق الربط الكهربائي بين البلدين باستكمال الربط الكهربائي العربي خاصة وأن البلدين مشتركان في مجموعتي الربط الخليجي والثماني على التوالي، وسيكون هذا المشروع بعد تنفيذه أحد محاور الربط في مشروع الربط الكهربائي العربي الشامل الذي سيكمل الربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع دول المشرق العربي وبقية الدول العربية في شمال إفريقيا، ويعزز السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء ومشاركة الطرفين فيها.
وبخصوص الربط مع مصر وفلسطين، قال تقرير لوزارة الطاقة والثروة المعدنية إن اتفاقية إطارية وقعت بين الأردن ومصر خلال اجتماع اللجان العليا لتحديد الخطوات المستقبلية بخصوص الربط الكهربائي، كما جرت المباشرة بإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية لمشروع تعزيز الربط الكهربائي الأردني المصري.
وبخصوص الربط الكهربائي مع فلسطين، أشار التقرير إلى الاتفاق بين الطرفين على تعزيز الربط الكهربائي، وإنشاء خطوط ومحطات التحويل اللازمة لزيادة كميات الطاقة المصدرة إلى 80 ميغاواط.
وبحسب تصريحات سابقة لوزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة، فإن مشروع "محطة الرامة" سيرفع كميات الكهرباء المصدرة من شبكة الكهرباء الأردنية إلى الشبكة الفلسطينية من 40 إلى 80 ميغاواط بدءًا من شهر تموز الماضي.
وكانت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وقعت في 2020، اتفاقية لزيادة كميات الطاقة المصدرة إلى فلسطين في إطار مشروع تعاون بدأ عام 2008، يشتري الجانب الفلسطيني بموجبه نحو 40 ميغاواط كهرباء من الشبكة الأردنية لإنارة مدينة أريحا والأغوار.
وفيما يتعلق بالربط مع سوريا والسعودية، أشار التقرير إلى اجتماعات أردنية سورية لبنانية؛ للاتفاق على تحديد برنامج زمني وخطة عمل واضحة لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي السوري الأردني لتزويد لبنان بنحو 250 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.
-
أخبار متعلقة
-
الملك يهنئ العاهلين المغربي والسعودي باستضافتهما كأس العالم لكرة القدم في 2030 و2034
-
الملك يعود إلى أرض الوطن
-
افتتاح مركز الخدمات الحكومي في مأدبا بشكل تجريبي
-
عطل يصيب فيسبوك وواتساب وانستغرام حول العالم
-
الاردن يهنئ السعودية
-
الاردن.. شركة دخان تعدل اسعارها وتعمم على تجار التجزئة وهذه الاسعار
-
الملكة رانيا العبدالله تقيم مأدبة غداء لعدد من السيدات في سحاب
-
تنويه حكومي هام بشأن دفتر خدمة العلم