اليوم هناك فرصة استثنائية لاعادة ترتيب الساحة الفلسطينية وتجديد الحيوية النضالية واستعادة الوحدة تحت رمزية نضالية تتعالى على النزاع المقيت على السلطة وكعكة الامتيازات التافهة بين فتح وحماس. وذلك بتقديم مروان البرغوثي قائد الانتفاضة الفلسطينية الثانية المحكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال لانتخابات الرئاسة الفلسطينية لينجح باكتساح ويصبح مانديلا فلسطين ورمز وجودها بالأسر حيث ترتبط حريته بحرية فلسطين وخروجه من السجن بخروج الاحتلال وإرساء السلام العادل.
الرئيس عباس يصلح رئيس حكومة وليس زعيم قضية شعب تحت الاحتلال. وفشل مشروع اوسلوا في تحقيق حل الدولتين ابقى الوضع الفلسطيني في برزخ ملتبس ومهين فهم خسروا الثورة ولم يكسبوا الدولة. وعودة عباس للرئاسة بهذا السنّ هو أسوأ ما سيحصل عليه الفلسطينيون من الانتخابات التي يجب ان تجدد حيوية النضال الفلسطيني. هناك أزمة خلافة تزكي بقاء عباس كما بقي بوتفليقية وهو على كرسي متحرك. لكن هناك حلّ عظيم يحقق الاجماع ويقلب الطاولة في وجه الأعداء ويوفر عملية انعاش وتجديد لحضور القضية الفلسطينية. ولا شك ان اسرائيل مرعوبة من فكرة ان يكون رئيس الشعب الفلسطيني اسيرا لديها وستضغط عبر كل القنوات الدولية والغربية الممكنة لمنع ذلك لكن قرار الفلسطينيين بيدهم وعسى ان ينجحوا.
اعلان ترشح البرغوثي من الآن سوف يدفن عدّة خلافات ومنافسات، ويسهّل الانتخابات التشريعية الفلسطينية لأن الأفق يصبح واضحا وفتح تستعيد المبادرة والشعبية. طبعا ستبقى مشكلة اختيار مرشحي قائمة فتح من العدد الكبير من القيادات الطامحة أو المختلفة سياسيا وبرنامجيا وبعض القيادات لا تريد خوض الانتخابات تحت عباءة ونهج القيادة الحالية. لكن من قال ان نزول قائمتين بل وثلاث قوائم فتحاوية مع مستقلين هو شيء سيئ؟! واذا كانت الاستطلاعات تعطي فتح 38 ٪ من الأصوات فثلاث قوائم قد تصل الى 50 % من الأصوات لأن عدد المرشحين سيكون ثلاثة اضعاف ويصلون الى قواعد أوسع. ومن المؤكد ان دحلان (تيار الاصلاح الديمقراطي ) سينزل بقائمة وهي ستكون قوية في غزة، وناصر القدوة (الملتقى الوطني الديمقراطي ) يرجح نزوله في قائمة قد تستوعب قيادات تاريخية مهمشة مثل نبيل عمرو وغيره. وحدوث ذلك بتوافق هو خير من التطاحن على القائمة الموحدة ثم غضب المستبعدين وتحولهم الى تصفية حسابات مدمرة.
وحماس التي تقدر الاستطلاعات حصتها اليوم بحوالي 25 ٪ ستستفيد ايضا من التفتت الشديد للقوى الأخرى الفصائلية والمستقلة. والآن هناك مفاوضات صعبة لتشكيل قائمة لليسار (الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وفدا وربما المبادرة الفلسطينية) والخلاف هو طبعا على حصة كل طرف وترتيب الأسماء في القائمة فما بالك بتوسيع الأفق لضم شخصيات تقدمية مستقلة يمكن ان تحسن اصوات القائمة. والفصائل الأخرى القومية ( النضال والعربية وغيرها ) يجب ان تتوحد لضمان عدم هدر مقاعد والحصول على الحد الأدنى من الأصوات لدخول المجلس. فيما تفكر مجموعات وشخصيات وطنية قوية معارضة للسلطة بالترشح في قوائم مستقة أيضا مثل حسن الخريشة النائب السابق لرئيس المجلس التشريعي، ومثقفين مستقلين عن احزابهم السابقة مثل زقوت والطوباسي والنجار ( حراك وعد) وربما مجموعات اخرى يخشى ان تساهم في تفتيت الاصوات بدل الحصول على مقاعد.
ومع الميزات الوطنية الأخرى فلن يحد من الآثار السلبية للتشرذم والانقسام في الانتخابات التشريعية إلا التوحد على انتخابات رئاسية بإجماع أو شبه اجماع على المناضل الاسير مروان البرغوثي.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي