الكاريزما مصطلح لعله ألماني الأصل يختلف المختصون في علم الاجتماع وعلم النفس والإدارة في تعريفه، فهو موهبة قيادية عند بعضهم، او صفة شخصية تدخل الهيبة والاحترام والطاعة في النفوس عند بعض آخر، أو خاصية شخصية تجعل لصاحبها تأثيراً أو قوة على عدد كبير من الناس، عند بعض ثالث، وهو جاذبية شخصية «سينية» غير عادية او ملفتة للنظر عند بعض رابع، يجعل فرداً أو قائداً يبدو وكأنه يملك قدرات أو ميزات استثنائية فوق بشرية، أو فوق طبيعية، أو بطولية أو مقدسة (الأنبياء) ملزمة. أو شكل من هذا وذاك عند بعض خامس…اضافة اعلان
ويعتبر عالم الاجتماعي الألماني الثوري الكبير ماكس فيبر (1864-1920) رائدا هذا الموضوع (الكاريزما). كان ماكس فيبر يلقب في حينه بماركس البرجوازي، لأنه مثل ماركس عالم اجتماع عظيم، ولكنه يختلف عنه بتفضيله التغير السياسي التدريجي في المجتمع وليس بالثورة أو بالانقلاب. ويرى أن القادة السياسيين العظام هم الذين يصنعون التغيير وليس الجماهير أو البيروقراطيون (الإدارة).
لقد كان محور اهتمام فيبر السياسي يدور حول القواعد الثلاث التي تجعل السلطة مشروعة في نظر الناس وهي: العقلانية (Rationality) والتقاليد (Traditions) والكاريزما(Charisma). وهو مفهوم صار فضفاضاً بمرور الوقت في الإعلام وعند العامة، فما إن يبرز زعيم سياسي أو نجم سينمائي… حتى ينسب الإعلام أو الناس الكاريزما إليه، فما الكاريزما عند فيبر؟
يختلف مفهوم الكاريزما عند فيبر عما هو شائع عنه اليوم. فهو لا ينكر الخصائص الاستثنائية عند القائد الكاريزمي، لكنه يرى أن ذلك يعتمد على رؤية الجمهور أو الأتباع له، أي على طريقتهم في النظر إليه، فإذا اعتبره الحواريون او الأتباع كاريزمياً، فإنه كذلك مع أنه قد يكون لا يملك أي صفة استثنائية، أي أنه قد يكون مجرد شخص عادي.
المهم في نظر فيبر العملية (Process) التي يتم بوساطتها اعتبار شخص ما كاريزمياً أو معاملته وكأنه فوق طبيعي أو بشري، أو – على الأقل- يملك قوى استثنائية أو صفات ليست متاحة لبقية الناس.
بالنسبة لفيبر فإن الكاريزما قوة ثورية بل أحد أهم القوى الثورية في العالم الاجتماعي، إذ بينما السلطة التقليدية محافظة بطبيعتها، فإن السلطة الكاريزمية ثورية ومهددة لها. إنها تؤدي إلى احداث تغيير في العقول والأفعال، وإلى إعادة توجيه ذاتي أو داخلي في المجتمع، ويمكن ان يؤدي إلى تغيير راديكالي فيه، أي إلى تغيير أفكار الناس/ الشعب وأفعالهم جذرياً، فالقائد الكاريزمي حر في التدخل في شؤون المجتمع/ الدولة، كلما وعندما تفشل الإدارة العامة في معالجة قضية أو حل مشكلة ما. ربما لأنه ليس للقائد الكاريزمي قواعد رسمية أو أدوات مقررة أو سوابق يسترشد بها. ولأن السلطة أو الإدارة الكارزمية كذلك فقد سأل فيبر: ماذا سيحدث للسلطة الكاريزمية عندما يموت القائد، فالنظام الكاريزمي بطبيعته هش، ويبقى ما بقي القائد الكاريزمي حياً، لكن هل يمكن لإدارته أن تستمر بعده؟
إن الجواب على هذا السؤال شديد الأهمية بالنسبة للإدارة والأتباع. وعليه يصبح التحدي عندهم بعد موته خلق حالة تستمر بها السلطة الكاريزمية في العمل، ولو بالتلاعب، لكن ذلك لن ينجح لأنها لا تستطيع استعادة الشكل «النقي» أو «الطاهر» الذي كان يمثله القائد الكاريزمي وهو حي. وقد يحاولون البحث عن قائد كاريزمي جديد، ولكنهم لو حصلوا عليه فلن يبلغ مستوى القائد الكاريزمي الراحل. وإذا وضعوا قواعد لاختيار بديل فإن النظام الكاريزمي سرعان ما يتحول إلى نظام تقليدي. كما تتغير طبيعة القيادة دراماتيكياً، لأن البعد الشخصي للقائد الكاريزمي الراحل يزول أو يزال تماماً. كما يمكن أن تقوم الإدارة بعد رحيل القائد الكاريزمي باختبار/ بمقابلة بعض الشخصيات لاختيار قائد جديد.
أما التقنية الأخرى فقد تكون بدعوة القائد وهو حي إلى اختيار خليفة له تقبله الإدارة العامة والأتباع.
والخلاصة فإنه في المدى الطويل يتبين أن الكاريزما لا يمكن وترنتها (من الوتيرة) وتبقى كاريزما، وقد تتحول إلى إدارة تقليدية كما ذكرنا، أو إلى إدارة عقلانية شرعية وهو النظام الأفضل والأقوى والأبقى في نظر فيبر، وقد تؤدي إلى الغرور وتؤذي بصاحبها
وختاماً يوحي العالم الحديث/ المعاصر بموت أو انتهاء الكاريزما إلى غير رجعة كقوة ثورية لأنها حتى لو نشأت فإنها لا تستطيع المحافظة على ديناميتها وثوريتها أو على صفاتها الثورية الأصلية.
بعد هذه الشطحة التي انتظرت القيام بها طويلاً صرت ميالاً إلى اعتبار الكاريزما مزيجاً أو تركيباً من أربعة عناصر وهي : الأشكال، والأقوال، والأفعال، والثقة.
ويعتبر عالم الاجتماعي الألماني الثوري الكبير ماكس فيبر (1864-1920) رائدا هذا الموضوع (الكاريزما). كان ماكس فيبر يلقب في حينه بماركس البرجوازي، لأنه مثل ماركس عالم اجتماع عظيم، ولكنه يختلف عنه بتفضيله التغير السياسي التدريجي في المجتمع وليس بالثورة أو بالانقلاب. ويرى أن القادة السياسيين العظام هم الذين يصنعون التغيير وليس الجماهير أو البيروقراطيون (الإدارة).
لقد كان محور اهتمام فيبر السياسي يدور حول القواعد الثلاث التي تجعل السلطة مشروعة في نظر الناس وهي: العقلانية (Rationality) والتقاليد (Traditions) والكاريزما(Charisma). وهو مفهوم صار فضفاضاً بمرور الوقت في الإعلام وعند العامة، فما إن يبرز زعيم سياسي أو نجم سينمائي… حتى ينسب الإعلام أو الناس الكاريزما إليه، فما الكاريزما عند فيبر؟
يختلف مفهوم الكاريزما عند فيبر عما هو شائع عنه اليوم. فهو لا ينكر الخصائص الاستثنائية عند القائد الكاريزمي، لكنه يرى أن ذلك يعتمد على رؤية الجمهور أو الأتباع له، أي على طريقتهم في النظر إليه، فإذا اعتبره الحواريون او الأتباع كاريزمياً، فإنه كذلك مع أنه قد يكون لا يملك أي صفة استثنائية، أي أنه قد يكون مجرد شخص عادي.
المهم في نظر فيبر العملية (Process) التي يتم بوساطتها اعتبار شخص ما كاريزمياً أو معاملته وكأنه فوق طبيعي أو بشري، أو – على الأقل- يملك قوى استثنائية أو صفات ليست متاحة لبقية الناس.
بالنسبة لفيبر فإن الكاريزما قوة ثورية بل أحد أهم القوى الثورية في العالم الاجتماعي، إذ بينما السلطة التقليدية محافظة بطبيعتها، فإن السلطة الكاريزمية ثورية ومهددة لها. إنها تؤدي إلى احداث تغيير في العقول والأفعال، وإلى إعادة توجيه ذاتي أو داخلي في المجتمع، ويمكن ان يؤدي إلى تغيير راديكالي فيه، أي إلى تغيير أفكار الناس/ الشعب وأفعالهم جذرياً، فالقائد الكاريزمي حر في التدخل في شؤون المجتمع/ الدولة، كلما وعندما تفشل الإدارة العامة في معالجة قضية أو حل مشكلة ما. ربما لأنه ليس للقائد الكاريزمي قواعد رسمية أو أدوات مقررة أو سوابق يسترشد بها. ولأن السلطة أو الإدارة الكارزمية كذلك فقد سأل فيبر: ماذا سيحدث للسلطة الكاريزمية عندما يموت القائد، فالنظام الكاريزمي بطبيعته هش، ويبقى ما بقي القائد الكاريزمي حياً، لكن هل يمكن لإدارته أن تستمر بعده؟
إن الجواب على هذا السؤال شديد الأهمية بالنسبة للإدارة والأتباع. وعليه يصبح التحدي عندهم بعد موته خلق حالة تستمر بها السلطة الكاريزمية في العمل، ولو بالتلاعب، لكن ذلك لن ينجح لأنها لا تستطيع استعادة الشكل «النقي» أو «الطاهر» الذي كان يمثله القائد الكاريزمي وهو حي. وقد يحاولون البحث عن قائد كاريزمي جديد، ولكنهم لو حصلوا عليه فلن يبلغ مستوى القائد الكاريزمي الراحل. وإذا وضعوا قواعد لاختيار بديل فإن النظام الكاريزمي سرعان ما يتحول إلى نظام تقليدي. كما تتغير طبيعة القيادة دراماتيكياً، لأن البعد الشخصي للقائد الكاريزمي الراحل يزول أو يزال تماماً. كما يمكن أن تقوم الإدارة بعد رحيل القائد الكاريزمي باختبار/ بمقابلة بعض الشخصيات لاختيار قائد جديد.
أما التقنية الأخرى فقد تكون بدعوة القائد وهو حي إلى اختيار خليفة له تقبله الإدارة العامة والأتباع.
والخلاصة فإنه في المدى الطويل يتبين أن الكاريزما لا يمكن وترنتها (من الوتيرة) وتبقى كاريزما، وقد تتحول إلى إدارة تقليدية كما ذكرنا، أو إلى إدارة عقلانية شرعية وهو النظام الأفضل والأقوى والأبقى في نظر فيبر، وقد تؤدي إلى الغرور وتؤذي بصاحبها
وختاماً يوحي العالم الحديث/ المعاصر بموت أو انتهاء الكاريزما إلى غير رجعة كقوة ثورية لأنها حتى لو نشأت فإنها لا تستطيع المحافظة على ديناميتها وثوريتها أو على صفاتها الثورية الأصلية.
بعد هذه الشطحة التي انتظرت القيام بها طويلاً صرت ميالاً إلى اعتبار الكاريزما مزيجاً أو تركيباً من أربعة عناصر وهي : الأشكال، والأقوال، والأفعال، والثقة.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي