الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الكذبة واللي بيصدقها



أعرف كائنات تكذب وتعرف انها تكذب وتدرك ان الناس تعرف أنه تكذب ، ومع ذلك فإنها تستمر في كذبها.
ترى ، كم « كاف» و» ذاء» في الموضوع؟اضافة اعلان


أكيد .... كثير. لكن ليس أكثر من الذين يعيشون حياتهم وسط « كذبة « كبيرة يستملحونها ويستعذبونها ويشعرون انهم بما يفعلون يتفوقون على الآخرين.
وذا كان زعيم بولندا السابق « ليخ فاليسيا» كان يقول ان البولنديين يخترعون النكتة ويضحكون عليها، فإن بعضنا يخترع وهم الأهمية ويصدق نفسه ، بل ويسوق فيها.
ولا أدري كيف تتحمّل هؤلاء « جلودهم» وهم يمارسون « الإدّعاء» و»الزّعم « و»التخيّل « أنهم « مهمّون «. وكيف ينظرون الى عيون أبنائهم ـ إن كان لهم أبناء ـ ، أو كيف ينظرون الى وجوههم في المرآة إن كانوا غير متزوجين.
الكل مهم ولا أحد يعرف التواضع ، والكل يعرف كل شيء ويمتلك مفاتيح « كل الغرف»، وبالتأكيد لا أحد يريد أن يدرك ان الحياة أكبر من ان نحتويها ونلخصها ونختصرها في أشخاصنا وذواتنا.
سائق «السرفيس» الذي يقود السيارة بعصبية ولا يتوقف الا « للنساء « فقط وتحديدا « الجميلات « و « الحسناوات « وتحت سن معين يظن نفسه « كازانوفا « ويستعرض خفّة دمه أمام البنات وكأنه داخل في منافسة مع « توم كروز». وطالب الجامعة الذي يادوب معه مصروفه، يستعرض امام زميلاته بجهازه الخلوي وعلبة السجائر الفاخرة ، أو وهو يفتح « اللاب توب» قال يعني عنده معجبات كثار ومش ملحّق ردود على « الفيس بوك».

او البنت التي لا تملك من شخصيتها سوى أُنوثتها، تمارس الإدّعاء أنها « مطلوبة « وأن الشباب كلهم « دايخين فيها». والموظفة التي تقضي وقت دوامها بالرد على « الفيس بوك «، موهمة الناس أنها « مش فاضية».
كثيرون منا يغرقون في « شبر ميّة». والغريب أنه يصنعون الوهم من أنفسهم ولأنفسهم ويبيعون « الكذب « على الآخرين.
الغريب اكثر ان هؤلاء « الأفّاقين « يجدون من « يعزف لهم على الربابة»، فقط أمامهم وحين يغادرون مكاتبهم ، تجدهم يتحدثون عنهم بلغة مختلفة.
يعني، كله بيكذب على كله، والكل يعيش الوهم ويصدق نفسه!!.