الثلاثاء 23-04-2024
الوكيل الاخباري
 

تقديم ديوان ( أزرقُ..ممّا أظنّ )



لا يكفيكَ الوضوءُ بقصائد أيِّ شاعرٍ فحلٍ كي تدخلَ «المحرابَ الأزرقَ» للشاعر علي الفاعوري، بل عليكَ أن تستحمّ بكلّ عصور الشعر لتجيءَ وتتعطّرَ بديوان «أزرقُ..ممّا أظنّ» وكلّما تُقتَ إلى العطر عُدّتَ إلى الديوان؛ لأن هذا الديوان علامةٌ فارقةٌ – كما أرى – في الشعر الأردنيّ ويجب أن يأخذَ حظّه الوافر لدى النقّاد الحقيقيين والمهتمين بالأدب ليضعوه على درب الجمهور العربي التوّاق لمثل هذا اللون الخاص من الشعر بعد أن ضاع الشعرُ على أبواب وسائل التواصل الاجتماعي وامتطاه أعرجُ الخيال ومشلولُ اللغة وفاقدُ الشيء الذي لن يستطيعَ أن يُعطيه مهما صفّقَ وتصافق.اضافة اعلان


الفاعوري بديوانه الثالث هذا؛ يكون قدّ جعل من أصل الشِّعرِ ثالثة الأثافي وبعد الآن بإمكانه أن يضعَ قِدْرَه ويطبخَ ما شاء من شعر وأن يُطعِمَ كلَّ سائل ويوزِّعَ على حارات وقرى ومدن العالم الشعريّة.

لن أقولَ مثل الآخرين: شهادتي مجروحة في الفاعوري وشعره؛ بل سأقول: هذا الشعرُ جارح والفاعوري (أشعرُ ممّا تظنّون) ولو يتمّ الالتفاتُ إلى أمطاره الشعريّة المخبّأة في الغيوم القادمة لصار بحراً يرتاده العالم وتُبنى على شواطئه فنادق الأدباء واستراحات العشّاق وسفائن العائدين من الغُربة إلى الشعر.

ليس كمثل علي الفاعوري في الأردنّ أحد. يعرف متّى يغنّي ومتى يرقص في الشارع ومتى (يدبكُ) في زقاق الحارة؟ بل يعرف كيف يخلعُ (بيجامة) النوم ويلبس في الليل الحالك (بدلة) الشعر وحيداً إلاّ من شيطانه الذي لا ينام؟.