الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

دفاع مدني بوزارة الخارجية!



 
لا یمر یوم دون أن ینشغل مركز العملیات في وزارة الخارجیة وشوؤن المغتربین بمتابعة حوادث متنوعة تشھدھا بلدان العالم، تحسبا من وجود أردنیین بین المصابین والضحایا.اضافة اعلان


من كازاخستان إلى ولایة كالیفورنیا الأمیركیة مرورا بمنتجع شرم الشیخ المصري، كان على إدارة المركز وأفراد البعثات الدبلوماسیة متابعة وملاحقة أحوال الأردنیین ممن تعرضوا أو یحتمل أنھم من بین المصابین في تلك الحوادث. عملیا یتحول دور الوزارة على ھذا الصعید إلى مایشبھ دور الدفاع المدني ووحدات الإنقاذ على الصعید المحلي، مع فارق المھمات والإمكانیات.

مھمة رعایة شؤون الأردنیین في الخارج أكثر تعقیدا من الداخل، خاصة عند وقوع حوادث أو تفجیرات وكوارث طبیعیة. ھنا، الأجھزة الرسمیة تسیطر على الوضع وتتحكم منفردة بإدارتھ، أما في الخارج، فحركة الدبلوماسیین تخضع لاعتبارات وشروط لایستطیع معھا الدبلوماسي تجاوز التعلیمات والأحكام والتحرك بحریة لتحدید ما إذا كان ھناك أردنیون أم لا بین الضحایا.

وما نزال نذكر الحادثة الإرھابیة في نیوزلندا التي تطلبت نشاطا مكثفا في وقت لا توجد فیھ بعثة دبلوماسیة.

في حادثة كازاخستان على سبیل المثال حیث تعرض أردنیون لخطر التعدي على حیاتھم، كان على السفارة الأردنیة في العاصمة نور سلطان التي تبعد أكثر من 2500 كیلو عن المدینة التي شھدت المشاجرة، أن تتحرك بكادرھا المحدود ومخصصاتھا المالیة الشحیحة لموقع الحادث، وتتواصل مع أكثر من 100 مھندس أردني وتضمن سلامتھم، وإعادة من یرغب إلى أرض الوطن، وفي نفس الوقت التفاوض مع السلطات الحكومیة ھناك لتأمین سلامتھم مستقبلا، ومتابعة التحقیقات لضمان حق الأردنیین ممن تعرضوا للاعتداء.

المھمة تغدو أصعب في حالة زلزال كالیفورنیا؛ ولایة تفوق مساحتھا عدة دول في المنطقة، لیس من السھل على سفارة في واشنطن بكادر محدود أیضا أن تتواصل مع عدد غیر معلوم من الأردنیین المقیمین ھناك، والتأكد من أن أحدا منھم لم یصب بجرح بسیط.

ویعلم الجمیع المسافة التي تفصل القاھرة عن مدینة شرم الشیخ، ومایتطلب الوصول إلیھا من وقت، فقط للاطمئنان على حیاة أردنیین أصیبوا في حادث سیر ومتابعة حالة وفاة لشقیق فلسطیني یحمل جواز سفر أردنیا مؤقتا.

رغم كل ھذه الظروف یقوم الدبلوماسیون الأردنیون بمھامھم بشجاعة وتفان، ویتحرك الفریق المسؤول في مركز الوزارة بسرعة على المستویین العملیاتي والإعلامي، ودائما ما یجد الدعم من قیادة الجیش العربي والأجھزة الأمنیة المعنیة عند الحاجة.

لكننا أمام عملیات مرشحة للتوسع مع زیادة أعداد الأردنیین في الخارج، واھتمام وسائل الإعلام بمتابعة أخبارھم، بمقابل موارد مالیة محدودة عرضة لأن یشملھا التقلیص المستمر للنفقات الحكومیة.

إضافة مسؤولیة“شؤون المغتربین“ لوزارة الخارجیة لم یكن مجرد تغییر على اسم الوزارة، فقد ترتب علیھ مسؤولیات لأزید من ملیون أردني یعیشون خارج وطنھم یتوزعون على أكثر من 140 بلدا في وقت لا یزید فیھ عدد البعثات الدبلوماسیة على 56 سفارة. والمسؤولیات ھنا تتجاوز تجدید الجوازات لتطال شؤون حیاتھم وأعمالھم في وقت لاترحم فیھ وسائل التواصل الاجتماعي الحكومة ووزارة الخارجیة إذا ما قصرت في متابعة حالة أردني تعرض لمشكلة أو أصیب في حادث سیر.