الخميس 02-05-2024
الوكيل الاخباري
 

طريق البعارين



كما ترتبط الصورة الذهنية للصين بالتنين، دلالة على القوة والسيطرة والنشاط، والصورة الذهنية لروسيا بالدب، وفرنسا بالديك، والحزبين الديمقراطي والجمهوري، في أمريكا بالحمار والفيل .... كذلك ترتبط الصورة النمطية للعرب بالبعير.اضافة اعلان

ليس الصبر هي الصفة الوحيدة للجمل، ونحن بالمناسبة شعوب غير صبورة على الإطلاق، فالجمل مشهور بالحقد مثلا الذي يمتد لسنوات وسنوات، وها نحن نمارس على بعضنا أحقادا تاريخية تعود إلى قرون وقرون، من حرب البسوس و «صفين». وجرّي.
الجمل كائن يرعد ويزبد، بينما هو مربوط ومنصاع لفيزياء الرسن، وهذه هي الصورة النمطية للجمل، التي ترتبط فينا نحن العربان العاربة والمستعربة...ولا فخر.
كانت البشرية قد توصلت قبل الاف السنين من بزوغ امبرطوريتنا، إلى العجلة واستخداماتها في النقل، وقد تمددت إمبراطورتينا لتحل محل الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية. البيزنطية التي كانت مغطاة بشبكة واسعة من الطرق، وببعض الطرق في الإمبراطورية الفارسية.
صحيح أن طرق الإمبراطوريات البائدة قبلنا، والتي ورثناها، كانت تحتاج إلى بعض الصيانة، لأنها أهملت في مرحلة انهيار هذه الإمبراطوريات وصراعها مع بعضها، لكننا لم نفعل ذلك، ولم نأبه لهذه الطرق، لا بل دمرناها بأخفاف بعاريننا وحوافر خيولنا.
أقمنا امبراطورية عظمى، لكننا ألغينا استخدام العجلة، واعتمدنا على البعارين وبعض الخيول في حروبنا وتنقلاتنا، وفي أساليب سيطرتنا على الأرجاء الواسعة.
انهارت إمبراطورتينا، لكن العقلية النمطية للبعير لم تنهر في دواخلنا، وما زلنا في العالم العربي، نتعامل مع المحافظات والولايات والمدن بذات الطريقة البعارينية القديمة...
وتلولحي يا دالية