الجمعة 03-05-2024
الوكيل الاخباري
 

كيف كانت تريدُني أمّي..؟!



من أكثر الأسئلة إلحاحاً عليّ هو : هل حلمت بي أُمّي قبل أن تقذف بي للدنيا ..؟ هل تخيّلتْ كيف سيكون ابنها ؟ وإلى أيّ زمن ترميه ..؟ هل كانت تريدني شاعراً تتفجّر القوافي و الأوزان على لسانه ..أم تريدني ثائراً تتمرّد الأشياء على يديه ..؟؟ أم أن جُل أحلامها أن أكون مزارعاً في مزرعة أبي ..أركب التراكتور و (ألقّط البندورة و الخيار ) ..؟!! هل كانت تدرك الحنونُ أنها تحملُ صعلوكاً سينقلب على نفسه عشرات المرات حين يقتنع أنه على خطأ ..؟؟!اضافة اعلان


ليس بيدي كلّ ما يحدث ..كل مشكلتي أنني مثلي مثل بقية خلق الله ..أولئك الذين يشبهونني في العرق و التعب اليومي و الوجع الدائم ..ممن يحلمون بـ (السترة ) و قوت اليوم ..! ممن إذا أفاقوا يحمدون الله ألف مرّة أن لهم قلوباً تخاف عليهم و أماكن يأوون إليها ..و طبيعة على مدّ البصر ..!

من قال بأن (شيئاً) مثلي ..سيزداد يوماً بعد يوم شعوره بالقمع الداخلي و يقمع نفسه بنفسه لأنه يرى نفسه غريباً عمّا يدور حوله ..و في الاحترام الذي يزداد على الصعيد الشخصي.

من حقّ امّي ..سواء حلمت بي على هيئتي الآن أم خذلت لها كل أحلامها ..من حقها أن تفتخر بي في أمرٍ واحد لا جدال فيه لديّ : ابنها الصعلوك باقٍ في حضنها و حضن من يشبهونه ..ولن و لم يتلوّث ..!

أمّا الحرية و الاحترام ..فإنهما عنواني لكي أبقى.