الخميس 2024-12-12 10:43 ص
 

مع حملة التطعيم الوطنية

04:33 م
نحن على بعد أيام من بدء حملة التطعيم الوطنية وحسب وزارة الصحة فالترتيبات مكتملة ابتداء من الثلاجات فائقة التبريد في المواقع المقررة وثلاجات النقل للقاح من المطار الى تلك المواقع ومنها الى مراكز التطعيم التي تحددت أماكنها مع كل الترتيبات اللوجستية والاحتياطات لأي مشاكل بما في ذلك انقطاع الكهرباء بوضع مولدات احتياط. وتم تعبئة كل الكادر الصحي الخبير في التطعيم وتدريب أعداد اضافية.اضافة اعلان


القدرة الاستيعابية للتطعيم تصل الى 100 الف شخص كل اسبوع لكن ذلك لن يكون ممكنا لأن الدفعة الأولى التي ستصل من لقاح فايزر هي اقل من ذلك بكثير. وحسب وزير الصحة فقد تم التعاقد على مليون جرعة ستصل على دفعات تباعا الى جانب دفعات من الشركات الأخرى مثل لقاح موديرنا واسترا زينيكا واللقاح الصيني وهي ضمن الإئتلاف العالمي كوفاكس لضمان تزويد جميع الدول باللقاح بصورة عادلة.

 حتى الساعة اعداد المسجلين تقل عن مائتي الف لكن المترددين في اخذ المطعوم سيقبلون عليه عندما يرون  الاعداد الكبيرة التي أخذته دون اي مشكلة. والمتوقع ان يتزامن ارتفاع الاقبال مع وصول كميات اضافية فلا تظهر مشكلة نقص في المطاعيم أو فائض.  والاردن تاريخيا كان قصة نجاح مشهودة في المطاعيم، ولديه الخبرة والتنظيم. فمن عقود بعيدة تقوم الدولة بالاشراف على عمليات تطعيم ممنهجة وشاملة منذ الولادة وفي اعمار صغيرة قضت على معظم الأمراض المعروفة مثل شلل الأطفال والجدري والحصبة والسلّ وغيرها. 

تبقى قضية الاشاعات ونظرية المؤامرة التي تحيط باللقاح وخصوصا لقاح فايزر الذي يشتغل على الجينات. ومنذ الآن يظهر المختصون مثل د. وائل هياجنة و د. عزمي محافظة وغيرهم مرارا على الشاشات لشرح الحقيقة العلمية وتفنيد الادعاءات. ويفترض ان تشارك كل وسائل الإعلام والتواصل في توضيح اهمية التطعيم وتفنيد المخاوف والشكوك. وحسب رئيس لجنة الأوبئة والخبير الأول في مجال اللقاحات د. وائل هياجنة فكل اللقاحات جيدة  وآمنة وفعالة ومعتمدة وسيتم استخدامها حسب توفر الكميات وحين يتوفر اكثر من نوع في نفس الوقت  ستوضع معا في المراكز لتمكين المواطن اذا رغب من اختيار النوع. 

المشكلة ان النظريات التخويفية تظهر حتى في الدول المتقدمة وخصوصا حول لقاح فايزر الذي يعتمد الجينات.والحقيقة ان الفارق بإختصار هو في الطريق الذي يسلكه كل لقاح للوصول الى نفس النتيجة وهي وجود بروتينات الفيروس غير المؤذية لكنها تستفز توليد الأجسام المضادة أو المناعة في الجسم. وهذا يتم بطريقتين  إما حقن الجسم مباشرة بأجزاء من قشرة الفيروس التي عليها النتوءات البروتينية الشهيرة والتي يتعرف عليها الجسم فيستنفر جهاز المناعة الذي يفرز الاجسام المضادة. أو حقن الجسم بأجزاء من المادة الجينية للفيروس ( m RNA ) أو ما يسمى بالحمض النووي الريبي الذي يشرف هو في خلايا الجسم على انتاج تلك النتوءات البروتينية  وهي مثل تلك التي تحقن جاهزة لا تمثل فيروسا كاملا ممرضا بل أجزاء من الواجهة الخارجية  للفيروس أي أن المادة الجينية للفيروس لا تتداخل ولا تصل ولا تؤثر على المادة الجينية للبشر ( الكروموسومات) الموجودة في نواة الخلية. وعليه لا صحة اطلاقا للادعاء بأن اللقاح يؤثر على جينات البشر ويتلاعب بها. وعلى العكس فالخبر العظيم ان هذه الطريقة التي سرّعت الحاجة للقاح في ابتكارات تمثل اختراقا تاريخيا لانتاج لقاحات لمواجه السرطان وامراض اخرى.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة