الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

من يعلك من..؟



هل تعذبك الشوارع وأنت تضع قدميك الجاريتين عليها ..؟ أم تلك الشوارع تسرق منك الحياة التي تؤدّي إليها ..؟ و حين حملتَ (باكيت علكتك ) و رحتَ تُطارد كل خيال لكي تظفر منه ببعض سخرية بدل النقود ؛ هل كانت الشوارع تفسح لك المجال كي تلحق به أم كانت تخذلك أكثر مما تعطيك الفرصة لتقول : مشان الله اشتري منّي ..؟ و تكاد تذرف دمعتين أخرجتهما قبل قليل عند خيال آخر ..؟؟!اضافة اعلان

أريد أن أعرف كيف تفكّر أنت ..؟ هل مستوى طموحك أن تبقى مغروسًا بتلك الشوارع ..أم أنك تحلم مثل بقيّة البشر بعملٍ محترم و زوجةٍ محترمة و بأولادٍ محترمين ..؟!
وعندما تقف عند الاشارات الضوئية ..ما هو شعورك وأنت ترى الإشارة وقد صارت حمراء وأنت تصارع ثوانيها لكي تعرض بضاعتك على أكبر عددٍ ممكنٍ من الواقفين عليها ..؟؟ وما هو شعورك بالضبط وأنت تبيع أحدهم وهي حمراء و قبل أن يعطيك (الثمن البخس) تفتح خضراء ؛ فيدعس (الباخس) بنزينه ولا يعطيك ثمن علكتك ..؟ أيّ دموع تسكنك لحظتها وأي قهرٍ و أي حنق..؟ بل ما هي الجُملة التي تقولها ..؟؟ هل تطلق عليه لفظةً نابية..؟ أم تشتم الحياة بألفاظ سوقية ..وتكتفي بشتم الحياة ..؟!
أعلم أنك من المقهورين في الوطن ..ومن المعذّبين بالأرض ..وأنك مهما علوتَ و علوت فستبقى (ولد العلكة ) و أحلامك لا تتعدّى بيع علبة أو علبتين ..و طموحك لا يتجاوز ساندويشة شاورما أو نص جاجة محمرة أو رضا أمّك وأنت داخلٌ عليها بربطة الخبز أم الربع ليرة ..!
أعلم أنك تتعذّب و الوطن معك يتعذّب ..وكلٌ منكما يضع اللوم على الآخر ..وبعد أن ينتهي اللوم تحضنان بعضكما و تبكيان معًا في الأزقة و الحارات و الضحكة الدامعة منكما تملأ الدنيا ولكنها لا تصل إلى من يفوزون بالوطن ويخسرون من به ولو كان ولدًا كل احلامه أن يبيع العلكة كي لا تعلكه الحياة ..!!