«النشامى» في مهد كأس العالم

.. بعد مباراة الذهاب امام منتخب اوروجواي أصابني نوع من الاحباط، فكنت شأني شأن الأردنيين كافة نطمح بالفوز .. ولكن!.اضافة اعلان

بعدما تخلصت من مشاعر التفاؤل المفرط .. الخيال والاماني عدت الى الواقع والمنطق، هل فعلاً كنت أتوقع الفوز على منتخب ظفر بكأس العالم مرتين، ورابع البطولة الاخيرة في جنوب افريقيا، والأدهى أنه بين المرشحين الأوائل للمنافسة على اللقب في البرازيل؟.
في الرحلة الى الاوروجواي بقيت تلك الهواجس تسيطر على تفكيري ومشاعري، فأنا محبط.. لكن عندما حطت بنا الطائرة في مونتيفيديو وجدت أجوبة مقنعة بل وصادمة لكل تلك الاسئلة.
الاوروجواي مهد كأس العالم، وأول بطل عالمي وملعبها الاعرق على الاطلاق ونجومها ينشطون في كبرى الأندية الاوروبية والاعلام يؤكد أن المنتخب الحالي هو الأفضل منذ نصف قرن!.
في اوروجواي يتحدثون عن الأردن، عن النشامى والعزيمة والاصرار.. ويطرحون نفس السؤال: كيف بلغتم هذا الدور رغم شح الامكانات ومحدودية الدعم .. ومن تملكون من نجوم يحترفون في اوروبا؟.
من يطرح السؤال لا يدع لك أي مجال فهو يبادر بالاجابة: عرفنا أن النشامى كلمة تعني الروح والارادة، الرجولة والتحدي، وأن المنتخب يستمد قوته من دعم قائد الوطن ومتابعة ورعاية الأمير علي بن الحسين.
في الاوروجواي يتحدثون عن الاردن وعن معالمه السياحية، عن التاريخ والحاضر والمستقبل .. عن نجوم لا يلعبون في ليفربول وباريس سان جيرمان وانترميلان وريال مدريد وبرشلونة .. وعن عزيمة لا تلين.
عندها أيقنت مدى الانجاز الذي حققه النشامى، فالمسألة لا ترتبط بنتيجة أمام احد أهم واعرق منتخبات العالم .. بل بالروح والاصرار والعزيمة والصورة التي ارتسمت في دول اميركا الجنوبية كافة، والأهم من كل ذلك التماسك والتفاني والايثار لمجموعة من الرجال الاوفياء يتطلعون الى مستقبل اكثر اشراقاً.